علوم الحديث عند الزيدية والمحدثين،

عبدالله بن حمود العزي (معاصر)

لطائف الإسناد:

صفحة 160 - الجزء 1

  وبها أربعون حديثاً رواها عن آبائه مسلسة إلى عند رسول الله ÷ وأولها (ليس الخبر كالمعاينة)⁣(⁣١)، وقد ذكرناها جميعاً آنفاً.

  قاعدة هامة:

  وهنا لابد أن نشير إلى قاعدة هامة حول رواية الأبناء عن الآباء، فقد يقول المحدث من أهل البيت $ حدثني أبي عن آبائه، فيتوهم من لا خبرة له بهذا النوع أن الحديث غير مسند، ومثال ذلك: - ما حصل للجلال السيوطي، حيث تعقب كلام الحاكم السابق بقوله: (هذه عبارة الحاكم، ووافقه من نقلها، وفيها نظر، فإن الضمير في جده إن عاد إلى جعفر فجده على، لم يسمع من علي بن أبي طالب، أو إلى محمد فهو لم يسمع من الحسين)⁣(⁣٢).

  وهذه زلة منه وذلك:


شرف الدين وهو ملجأ الغرباء، ومنتدى العلماء، وكان ¦ معروفاً بالسماحة واللطافة وهو من بقية السلف الصالح توفي عام (٥٣٢) هـ. ودفن في مدخل نوبهار، وكان | قد سافر إلى ما وراء النهر وخرسان والعراق، وأدرك المشائخ العظام، وسمع الأحاديث منها قوله ÷: (أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله محمد رسول الله، وأن يتقبلوا قبلتنا، وأن يأكلوا ذبيحتنا، وأن يصلوا صلاتنا، فإذا فعلوا ذلك حرمت علينا دمائهم وأموالهم إلا بحق عليهم للمسلمين ولهم على المسلمين) هكذا ترجم له تلميذه أبو بكر عبدالله بن عمر الواعظ البلخي في كتابه فضائل بلخ النظر سلسلة الابريز: ٢١ بتحقيق الجلالي.

(١) رواه أحمد بن حنبل في مسنده رقم ١٨٤٢، والطبراني في الأوسط، والحاكم في المستدرك ٣٢١/ ٢. واعلم بأن إمام اليمن أحمد حميد الدين قد قام بتخريج جميع أحاديث هذه السلسلة مجملة والجلالي خرجها مفصلة ووضح فقه كل حديث منها.

(٢) تدريب الراوي ٨٣/ ١.