الفصل الأول الإسناد وأهميته ولطائفه
  أولاً: أنه لاشك في كون الحاكم بصدد بيان المسند من أنواع الحديث دون المعلق حيث قال: (وأصح الأسانيد) ولم يقل: (وأصح المعلقات) فكيف يحول كلامه إلى المعلق.
  وثانياً: إن الضمير في (جده) يرجع إلى الإمام جعفر الصادق، والجد يطلق على الجد الأدنى والأوسط، والأعلى، وكلمة (جده) مفرد معرف بالإضافة، وقد تقرر في علم البيان أن المفرد المعرف يفيد الاستغراق، قال التفتازاني (ت: ٧١١ هـ): «واستغراق المفرد سواء كان بحرف التعريف أو غيره، أشمل من استغراق المثنى والمجموع، بمعنى أنه يتناول كل جماعة جماعة»(١)، وعليه فكلمة (جده) - في كلام الحاكم - يعني إن كل إسناد ينتهي إلى أي جد من أجداده $ يعتبر أصح الأسانيد، سواء في ذلك جده الأدنى، والأوسط، والأعلى، وهذا واضح لدى المتأمل(٢).
  وثالثاً: إن الإمام جعفر الصادق # نفسه صرح بتسلسل الإسناد بالاباء في حديث رواه أهل البيت $، فقد روى جماعة منهم هشام بن سالم الكوفي، عن الإمام جعفر بن محمد الصادق # قوله: (حديثي حديث أبي، وحديث أبي حديث جدي، وحديث جدي حديث الحسين، وحديث الحسين حديث الحسن، وحديث الحسن حديث أمير
(١) مختصر المعاني: ٧٢.
(٢) قال في التوضيح: (وقد ثبت سماع جعفر من جده علي بن الحسين لأن مولد جعفر سنة (٨٠) هـ. ووفاة علي بن الحسين سنة (٩٣) هـ، فقد صحب جعفر جده علي بن الحسين ثلاث عشرة سنة، فسماعه منه يقين، كما أن سماع زين العابدين من أبيه الحسين السبط يقين، فإنه حضر الطف مع أبيه وعمره ثلاث وعشرون سنة، انظر التوضيح ٣٤/ ١.