الجرح بالتشيع
  أما في الاصطلاح: فهم أتباع وأنصار أهل البيت $ لما ورد في حقهم من نصوص قاضية بذلك.
  جاء في كتاب الفرق والمقالات: (أصول الفرق أربعة ومنها الشيعة فالشيعة هم: فرقة علي بن أبي طالب # المسمون بشيعة علي # في زمن النبي ÷ منهم المقداد بن الأسود الكندي، وسلمان الفارسي، وأبو ذر جندب بن جنادة، وعمار بن ياسر، ومن وافق مودته مودة علي #، وهم أول من سمي باسم التشيع في هذه الأمة، لأن اسم التشيع قد كان لشيعة إبراهيم)(١).
  ويقول ابن خلدون: (اعلم أن الشيعة لغة هم: الصحب والأتباع، ويطلق في عرف الفقهاء والمتكلمين من الخلف والسلف على أتباع علي وبنيه ¤)(٢).
  ومن هنا يمكن القول بأن اسم التشيع قد غلب على كل من يتولى علياً وأبنائه، ويأخذ سنة المصطفى ÷ عنهم كون الإمام علي باب مدينة علمه(٣).
  كما أنه مفترق الطرق في الإسلام كما حدد ذلك سيد الأنام بقوله مخاطباً
(١) الشيعة في عقائدهم وأحكامهم: ١٧.
(٢) تاريخ ابن خلدون: ٣٤٨.
(٣) إشارة إلى حديث: (أنا مدينة العلم، وعلي بابها) الذي رواه أئمتنا وجمع من المحدثين، رواه الإمام الهادي # في كتاب العدل والتوحيد: ١٦٩ (رسائل في العدل والتوحيد)، ورواه الشريف الرضي في مجازات السنة: ٢٠٣ - ٢٠٤، وأخرجه الحاكم في المستدرك: ١٢٦/ ٣ - ١٢٧، والطبراني في الكبير: ٦٥/ ١ - ٦٦، والحاكم الحسكاني - خ - شواهد التنزيل: ٣٤/ ١، وغيرهم كثير، وقد تقدم تخريجه في الباب الأول.