الفصل الثاني الجرح والتعديل
  الإمام علي # (لايحبك إلا مؤمن، ولا يبغضك إلا منافق)(١).
  ولذلك قال أبو سعيد الخدري ¥: (ماكنا نعرف المنافقين إلا ببغضهم علي بن أبي طالب)(٢).
  ومن هنا تفرق الناس إلى قسمين قسم مع الإمام علي #، وقسم ضده.
  بداية التشيع:
  ومن المعلوم أن الرسول ÷ أول من سمى علياً ومحبيه بالشيعة، وأول من ربط التشيع بالإمام علي #.
  روي عن جابر بن عبدالله ¥ قال: كنا عند رسول الله ÷ فأقبل علي فقال النبي ÷: (والذي نفسي بيده إن هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة) ونزلت:
  {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ٧}[البينة: ٧].
  وروى ابن حجر في صواعقه: (عن ابن عباس أنه قال لما أنزل الله تعالى:
(١) هذا من الأحاديث المشهورة، المجمع على صحتها، ورد في كثير من كتب الحديث، وله شواهد ومتابعات إليك بعضها: أورده المفسر الحبري في تفسيره الملحقة: ٣٥٠، وعنه فرات الكوفي في تفسيره، وأخرجه مسلم: ٦٠/ ١، والترمذي: ٥٩٣/ ٥ عن أنس بن مالك. وأخرجه أحمد في الفضائل، والترمذي: ٢٩٩/ ٥ عن أم سلمة، والذهبي في الميزان: ٢٧٢/ ٤، وفي بشارة المصطفى عن الإمام علي، وكان الإمام علي # يقول: (قضى فانقضى، إنه لا يحبني إلا مؤمن، ولا يبغضني إلا منافق) أخرجه مسلم: ٨٥/ ١، والترمذي: ٥٩٣/ ٥، وغيرهم كثير.
(٢) أخرجه أبو نعيم في الحلية: ٢٤٩/ ١.
(٣) تفسير الحبري: ٣٢٨، وفتح القدير للشوكاني: ٤٦٤/ ٥، انظر الحديث في تفسير الحبري: ٥٣٩.