تعقيب على كلام ابن حجر:
  التقليد بدون بحث وتدقيق، فنقبل مازعموا صحته؟ كلا بل الواجب البحث والتدقيق، والاحتراس الشديد، وان لا نغتر بشيء مما رووه بإسناد فيه ناصبي، وان جل رواته عنه، وكثر المغترون والمحتجون به والجازمون بصحته، اللهم إلا ما شهدت بصحته القرائن، أو تواتر، أو عضده مايكسبه قوة، أو كان مما يشهد عليهم بالضلال، وعلى مذهبهم بالبطلان.
  ومن عرف ما اعترف به الشيخ من صنيع القوم، وعرف ماقلناه لايبقي عنده شك في أن كثيراً مما صححوه من مرويات النواصب كذب موضوع، ومروجية شركاء واضعية، والمناضل عنهم منهم إذا علموا جلية الحال وتعمدوا.
  والأمر الثاني الذي استشكله الشيخ (توهينهم الشيعة مطلقاً) واستشكاله هنا واضح وجيه إذ كيف أن يعد التشيع المحمود المأمور به مما توهن به عدالة المتصف به، والصواب إن شاء الله: ان العدالة الكاملة لاتحصل إلا به، فكل من وهنوه أو جرحوه لمجرد تشيعه الحسن المأمور به، أو كان جارحوه من النواصب أو ممن يتهم في أمر الشيعة المرضية لاختلافه، وإياهم في المذهب والعقيدة لا يلتفت المنصف إلى ذلك الجرح، ولا يبالي بذلك التوهين بالنسبة لمن حسنت حاله، وظهرت عدالته، وهذا الحكم بالنسبة لعموم الرواية، وأما بالنسبة لخصوص ما يتعلق برواية مناقب أهل البيت الطاهرين $، ومثالب أعدائهم فينبغي أن يتلقي بالقبول جميع مرويات من سوى الوضاعين، والمشهورين بالكذب.
  لأن رواية الراوي لمناقب الآل $، ومثالب أعدائهم امارة قوية دالة على متانة دينهْ، وشدة يقينه ورغبته فيما عند الله تعالى. ولذلك