علوم الحديث عند الزيدية والمحدثين،

عبدالله بن حمود العزي (معاصر)

تبصرة المتقين بتناقض المحدثين:

صفحة 198 - الجزء 1

  رسول الله ÷ حين ناداه عدة مرات، ولم يستحب بل ظل لاهياً بالأكل، مشتغلاً به فدعا عليه الرسول ÷ بأن لا أشبع الله له بطناً، واستجاب الله دعائه، فقد كان يأكل كثيراً ولا يشبع. فجاء المحدثون وحاولوا أن يقلبوا هذا الذم إلى مدح.

  قال الذهبي: (فسره بعض المحبين لا أشبع الله بطنه حتى لا يكون ممن يجوع يوم القيامة، لأن الخبر عنه، أي الرسول - أنه قال: (أطول الناس شبعاً في الدنيا، أطولهم جوعاً يوم القيامة)⁣(⁣١). ثم قال: هذا ما صح، والتأويل ركيك، وأشبه منه قوله ÷ (اللهم من سببته أو شتمته من الأمة فاجعله له رحمة)⁣(⁣٢).

  وهذا عجيب جداً يتعسفون في كلام النبي المعصوم ÷، الذي قال الله فيه: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى ٣ إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ٤}⁣[النجم: ٣ - ٤]. من أجل معاوية فلماذا أيها العقلاء يتحول كلام النبي الذام لمعاوية إلى مدح وفضيلة؟ ولماذا يحاولون وبكل الوسائل التماس الأعذار لابن آكلة الأكباد، ورحم الله المحدث النسائي فلقد سقط شهيداً بسبب أنه سئل وطلب منه أن يخرج فضائل لمعاوية، كما أخرجها في كتابه الخصائص للإمام علي # فاستغرب | من هذا السؤال وقال: أي شيء أخرج؟! ... (لا أشبع الله بطنه)، فهاجموه ومات شهيداً، فإنا لله وإنا إليه راجعون. ومن الغريب ان مسلماً أورد حديث الذم المذكور في باب البر والصلة، ولم


(١) سير أعلام النبلاء: ١٢٣/ ٣.

(٢) اخرجه مسلم: ١٦٨/ ٥، سير أعلام النبلاء: ١٢٤/ ٣.