علوم الحديث عند الزيدية والمحدثين،

عبدالله بن حمود العزي (معاصر)

الفصل الثاني الجرح والتعديل

صفحة 199 - الجزء 1

  يكتف المتحدثون المحبون لمعاوية بذلك بل صححوا الأحاديث الموضوعة في فضائل معاوية، وحاولوا بكل ممكن الدفاع عنها، وتكثير طرقها فمنها ما ذكره ابن عساكر (اللهم علم معاوية الكتاب والحساب وقه العذاب)⁣(⁣١).

  قالوا: معضل سقط منه راويان، ولكن الذهبي دافع عنه بأن له شاهداً قوياً، وساق عدة روايات.

  ومن فضائله على حد زعمهم: (كاد معاوية أن يبعث نبياً من حلمه وائتمانه على كلام ربي)⁣(⁣٢) سبحان الله أي حلم فيمن حارب علياً، وسفه الحق، وأي أمانة فيمن قتل المؤمنين، ووضعوا في حقه أكثر من هذا فنتبهوا أيها العقلاء!.

  أما الأحاديث الصحيحة الواردة في حق الإمام علي # فإنهم يحاولون بكل الطرق تضعيفها، وإذا لم يتسنى لهم ذلك تعسفوا في فهمها وتأويلها.

  وإذا روى أحد في مثالب معاوية شيئاً قالوا عنه كذاب فها هو إبراهيم بن ظهير يوصف بذلك بسبب أنه روي شيئاً في مثالب معاوية، فمزقوا ماكتبوا عنه من الأحاديث، وقال أبو حاتم كذَّاب وأما إذا روى الراوي شيئاً في مناقب الإمام علي # فإنهم يسارعون في جرحه وتكذيه كما حدث لكثير من الشيعة.

  بينما إذا وضع الراوي شيئاً في فضائل معاوية سارعوا في مدحه وتصديقه.


(١) تاريخ دمشق: ٣٩٩/ ٢٤، وما بعدها حتى: ٩٣/ ٢٥، ومسند أحمد بن حنبل: ١٢٧/ ٤، والطبراني: ٢٥٢/ ١٨، ومن المعلوم أنه لم يصح في فضل معاوية شيء.

(٢) تاريخ دمشق: ٣٩٩/ ٢٤، وما بعدها حتى: ٩٣/ ٢٥، ومسند أحمد بن حنبل: ١٢٧/ ٤، والطبراني: ٢٥٢/ ١٨، ومن المعلوم أنه لم يصح في فضل معاوية شيء.