الفصل الثاني الجرح والتعديل
  توفي لنحو تسعين من الهجرة، ولم يراعوا فيه الولادة، ولا القرابة، وليس له ذنب يبيح لهم تنقيصه، والإزراء به، فما هي تلك النكارة التي وجدها ابن عدي، وأين هي؟
  إن النكارة الواضحة الجلية موجودة فيما قالوه فيه، وفي أمثاله، وفيما قبلوه من المنافقين النواصب، وما أبشع مقالة ابن معين، وإلى الله إيابهم، وعليه حسابهم، ولله الإمام جعفر الصادق # إذ يقول:
  قنعنا بنا عن كل من لا يريدنا ... وإن حسنت أوصافه ونعوته
  فمن جاءنا يامرحباً بمجيئه ... يجد عندنا وداً قديماً ثبوته
  ومن صد عنا حسبه الصد والقلى ... ومن فاتنا يكفيه أنا نفوته(١)
  ٣ - الحافظ ابن عقدة: أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد الكوفي، مولي بني هاشم. قال الذهبي: (حافظ العصر، والمحدث البحر، وكان إليه المنتهى في قوة الحفظ، وكثرة الحديث، وصنف وجمع وألف في الأبواب والتراجم، ثم قال: ومقت لتشيعه)(٢).
  قال الدارقطني: (أجمع أهل الكوفة أنه لم يُرى بالكوفة من زمن ابن مسعود إلى زمن ابن عقدة أحفظ منه، قال أبو العباس (ابن عقدة): (أنا أجيب في ثلاثمائة ألف حديث من حديث أهل البيت وبني هاشم)(٣).
  وقال الدارقطني: (كان ابن عقدة يعلم ماعند الناس، ولا يعلم الناس ماعنده)، وإلى جانب هذا الثناء والمدح تجد الغمز والقدح بسبب تشيعه،
(١) العتب الجميل: ٦٣ - ٦٤.
(٢) تذكرة الحفاظ: ٨٣٩/ ٣، وسير أعلام النبلاء: ٣٤٠/ ١٥ - ٣٥٥.
(٣) الميزان: ٦٤/ ١ - ٦٥ ..