علوم الحديث عند الزيدية والمحدثين،

عبدالله بن حمود العزي (معاصر)

قواعد أهل البيت في كيفية قبول الأحاديث:

صفحة 23 - الجزء 1

  وخرج بذلك من ظهر فسقه أو نفاقه.

  تلك أيها القارئ الكريم بعض المبادئ والقواعد الأساسية عند الزيدية⁣(⁣١)،


(١) الزيدية تعتبر امتداداً أصيلاً للدعوة المحمدية النقية، التي حملها أهل البيت $ وضحوا من أجلها، ومثل خط الإلتقاء والوسطية بين جميع المذاهب، تدعو إلى الانفتاح الفكري، والإبداع الإنساني، بلا إفراط أو تفريط. وسميت زيدية نسبة إلى الإمام الأعظم زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب $، الذي أعاد فتح باب الجهاد والاجتهاد، والاستشهاد في سبيل ما يؤمن به من أهداف سامية. قال الإمام محمد بن عبدالله النفس الزكية #: (أما والله لقد أحياء زيدٌ بن علي ما دثر من سنن المرسلين، وأقام عمود الدين إذا أعوج، ولن ننحُو إلا أثره، ولن نقتبس إلا من نوره، وزيد إمام الأئمة، وأول من دعا إلى الله بعد الحسين بن علي #)، ونسبة الزيدية إلى الإمام زيد نسبة إنتماء واعتزاء - أي لموافقتهم إياه في القول بالعدل والتوحيد والأمامة، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والخروج على أئمة الجور والظلم، كما هو اعتقاد سائر العترة النبوية المطهرة، وليست نسبة فقهية بحتة على النحو المعروف، والمتبع في المذاهب الأخرى كالانتساب مثلا إلى المذهب الحنفي، أو الشافعي، أو المالكي، أو الحنبلي، كما توهم الكثير.

إذ أن المذهب الزيدي يحرم التقليد على كل عالم مجتهد، وقادر على الوقوف على الأدلة، واستنباط الأحكام من الكتاب والسنة، ولا يبيحه إلا للعامي، وغير المتمكن من ذلك، وبذلك اتسم نهج الفكر الزيدي بطابع الأصالة والاستقلالية البعيدة عن شوائب التقليد، والمحاكاة، وتميز بمدارسه الفقهية المتعددة، حتى بهر كثيراً من مفكري المذاهب الأخرى، والزيدية هم أتباع آل البيت $، الذين أمرنا باتباعهم، وإنما أضافوا مذهبهم إلى الإمام زيد باعتباره العلم المميز لامتداد خط بيت النبوة، ومعدن الرسالة، ولما ورد فيه من البشارات عن الرسول الأكرم ÷، وعن أمير المؤمنين #، وكونه المجدد للدين في عصر الظلمات، ولذلك قال الإمام الكامل عبدالله بن الحسن #: (العلم بيننا وبين الناس علي بن أبي طالب، والعلم بيننا وبين الشيعة زيد بن علي)، وقال الإمام المنصور بالله تعالى عبدالله بن حمزة: (واختصت الفرقة من هذه العترة وشيعتهم بالزيدية، وإلا فالأصل علي # والتشيع له، فخروج زيد بن علي على أئمة الظلمة، وقتالهم في الدين، فمن صوبهم من الشيعة وصوبه وحذاء حذوه فهو زيدي بغير خلاف بين أهل الإسلام).