الفصل الثاني الجرح والتعديل
  لله الواحد القهار!.
  ولا شك أن من يسمون أنفسهم بعلماء الجرح والتعديل، أو أهل الحديث، قد أفرطوا في جرع الشيعة، وتعديل الناصبة، واعتمدوا إلى حد كبير على المنامات والأحلام، واعتبروا حسنها تعديلاً لمن أحبوا، وقبحها حرجاً لمن كرهوا فهذا مروان بن الحكم المتقدم ذكره، يُعَدِّلُ بمجرد أن له رؤية قال ابن حجر في تعديله: (مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية يقال له رؤية فإن ثبت فلا يعرج على من تكلم فيه)(١).
  فيا سبحان الله يعدل الناصبي الكبير والمبغض الشهير ويوثق بمجرد رؤية! وفي حين نرى أنهم يجرحون أبان بن عياش البصري، القائم ليله، الصائم نهاره، بسبب أنه: (رأى أحدهم على حد زعمهم الرسول ÷ فعرض عليه أحاديث أبان بن عياش، فما عرف منها إلا اليسير!، ورأى آخر الرسول ÷ فسأله عن أبان بن عياش فقال إنه لا يرضاه)(٢).
  فكما ترى أيها القارئ الكريم، وكما تلاحظ أن للأهواء، والأغراض، والمذاهب، إسهام كبر في جرح ذا، وتعديل ذاك، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
(١) هدي الساري: ١٦٤/ ٢.
(٢) تهذيب التهذيب: ٨٥/ ١ - ٨٧.