الفصل الثاني الجرح والتعديل
  لما كان أميراً عندهم بالمدينة قبل أن يبدوَ منه في الخلاف على ابن الزبير ما بدا والله أعلم، وقد اعتمد مالك على حديثه ورأيه، والباقون سوى مسلم)(١).
  هذا كلام علماء الجرح والتعديل في هذا الناصبي اللاعن لأهل البيت النبوي $، ولعلهم لم ينقموا عليه إلا أنه قتل طلحة! ولكنه متأولاً، فيا ترى ماهو التأويل في قتل طلحة، ثم تكلموا عن خلافه مع ابن الزبير ولم يذكروا خلافه مع أمير المؤمنين، وسيد الوصيين، وإمام المتقين علي بن أبي طالب، ولعنه لأهل بيت النبي الكريم، يا علماء الحديث، والجرح والتعديل مالكم كيف تحكمون؟!.
  وهنالك الكثير من الأمثلة الدالة على روايتهم عن النواصب، ومنهم على سبيل الإجمال لا التفصيل، إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني الدمشقي، وإسحاق بن سويد بن هبيره العدوي، وثور بن زيد الديلمي، وثور بن يزيد الحمصي، وجابر بن زيد الأزدي، وجري بن كليب السدوسي، وحريز بن عثمان الحمصي، وخالد بن سلمة بن العاص بن هشام المخزومي، وخالد بن عبدالله القسري الدمشقي، داود بن الحصين المدني الأموي، وزياد بن جبير الثقفي، ومحمد بن زياد الالهاني الحمصي، الوليد بن كثير المخزومي، الهيثم بن الأسود النخعي، يعقوب بن حميد بن كاسب، أبو بكر بن أبي موسى الأشعري، أبو حسان الأعرج، خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان، زهير بن معاوية بن خديج، عتبة بن سعيد بن العاص، وغيرهم كثير وكثير، ولايوجد واحد من هؤلآء إلا وقد تكلم في آل محمد، واشتهر بالنصب كما هو في كتبهم مسطور، وبالرغم من ذلك فقد رووا عنهم، ودافعوا، والحكم
(١) هدي الساري: ١٦٤/ ٢.