علوم الحديث عند الزيدية والمحدثين،

عبدالله بن حمود العزي (معاصر)

مذهب الزيدية في الجرح والتعديل:

صفحة 215 - الجزء 1

  باتباعه للباطل وتماديه عليه، لا سيما إذا أقام العلماء الحجج عليه كالمشبهين لله تعالى بخلقه والرادِّين لقوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}⁣[الشورى: ١١]، وكالقدرية بمجوس هذه الأمة، خصماء الرحمان، وشهود الشيطان، المرخصين للمسلمين في ارتكاب المعاصي، القائلين بأن الإيمان قول بلا عمل، أو الإعتراف بلا قول ولا عمل، وكالنواصب والغلاة والروافض.

  أما النواصب فقد تقدمت الأدلة على كونهم هالكين، ولقوله تعالى: {وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا ٥١}⁣[الكهف: ٥١]، وأخرج أحمد ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه عن أبي هريرة قال ÷: (من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئاً). ذكره الأسيوطي في الجامع الصغير.

  وأما الغلاة الروافض فهم فرقة لا يختلف أهل التحقيق في النقل أن الذي سمّاهم بهذا الإسم زيد بن علي @، لما تركوه وقال: اذهبوا أنتم الروافض، وفي صحاح الجوهري ما لفظه، قال الأصمعي: سموا بذلك لتركهم زيد بن علي @.

  وقال الهادي # في الأحكام ما لفظه: (وهتكوا يا لهم الويل الحرمات، وأماتوا الصالحات، وحرصوا على إماتة الحق وإظهار البغي والفسوق، وصادّوا الكتاب، وجانبوا الصواب، وأباحوا الفروج، وولدوا الكذب والهروج).

  وفيهم ما حدثني أبي وعمّاي محمد والحسن عن أبيهم القاسم بن إبراهيم ~ عن أبيه عن جده عن إبراهيم بن الحسن عن أبيه عن جده