الفصل الثاني الجرح والتعديل
  الحسن بن علي عن علي بن أبي طالب رحمة الله عليهم عن النبي ÷ أنه قال: (يا علي يكون في آخر الزمان قوم لهم نبز يعرفون به، يقال لهم الرافض، فإن أدركتهم فاقتلهم قتلهم الله فإنهم مشركون).
  وساق الإمام القاسم بن محمد # بعض الأحاديث الدالة على هلاك المحب المفرط الذي يخرجه حبه عن الحق، ثم قال: (وأما من قامت الدلالة على كون مذهبه حقاً، فنفس مذهبه تعديل له بالدليل الواضح مثل محبة آل محمد ÷، والتمسك بمذهبهم، فيجب قبول روايته وإن كان داعياً إلى مذهبه، لأنه داع إلى الحق، والله تعالى يقول: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ٣٣}[فصلت: ٣٣]، وقوله: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ١٠٤}[آل عمران: ١٠٤]، ولا خلاف بين المسلمين أن الداعي إلى الحق في الجملة يجب قبول روايته.
  والدليل على ثبوت هذا الإجماع: أن المعلوم من حال جميع فرق الإسلام أن كل فرقة تدعي أنها على الحق، وتوجب على غيرها قبول حجها، فحجة آل محمد ÷ كتاب الله وسنة رسول الله ÷، قال الله تعالى: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ٣٣}[الأحزاب: ٣٣].
  وفي أمالي أبي طالب # قال: حدثنا عبدالله بن محمد بن إبراهيم القاضي ببغداد، قال حدثنا عمر بن الحسن القاضي، قال حدثنا الحسن بن سلام، قال حدثنا أبو غسان، قال حدثنا فضل بن مرزوق، قال أخبرنا