الفصل الثاني الجرح والتعديل
  ، مكشوف لناظريه، وإن كان قد اتخذه وَسيلة إلى التغرير والتلبيس على من لا اطلاع له بَعضُ أولي التمويه)(١).
  وقد يقول أحد أصحابنا: ما الغرض من نقل الأخبار عن المخالفين وقد صحت عن أهل البيت $؟ نقول: للإعتبارات السابقة التي تقدم ذكرها، ولما ذكره الإمام المؤيد بالله في مقدمة شرح التجريد حيث قال: (ولعل قائلاً من أصحابنا يقول: وما الغرض من نقل الأخبار عن المخالفين؟ ولو علم من ذلك ما علمناه لسر في مجالس النظر بما حملناه ونقلناه، لكنه رضي لنفسه بالجهل فعدل عن سبيل أهل الفضل، فاقتصر على طرف من الفكر، أخذه عن مثله، وظن أنه على شيء بجهله، يخطئ مخالفيه، ويصوب موالفيه، ولايدري أخطائهم في أصل أو فرع، أفي مايوجب التكفير أو القذع، أو الخروج عن علة والشذوذ عن الجملة، إن خاض في الفقه ارتطم، وإن طلب منه دليل على مايقول استبهم، يزري بأهل مقالته، ولايدري بعظيم جهالته، ولو اعتذر لعذر، أو تعلم لشكر، ولو روينا الحديث الواحد عن راو واحد لم نشغل به كتبنا، ولاسطرناه لأهل نحلتنا، وإن كان ذلك جائزاً على أصلنا، ويقول به جميع أصحابنا، حن نعلمه صحيحاً عن جماعة من الرواة، ونتحققه مسنداً عن الثقات)(٢).
(١) لوامع الأنوار: ١٧٠/ ١.
(٢) شرح التجريد: ١: - خ - المقدمة.