الفصل الثالث عدالة الصحابة
الفصل الثالث عدالة الصحابة
  تعريف الصحابي:
  الصحابي عند أئمة العترة، وعلماء المعتزلة هو: (من طالت مجالسته للنبي ÷، وسار على نهجه، متبعاً لشرعه، ولم يخالف بعد موته)، فعلى هذا لابد من طول المجالسة مع العمل الصالح، لأن عمل الإنسان هو الذي يرفعه أو يضعه قال تعالى: {بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ ١٤}[القيامة: ١٤]، وقال تعالى: {كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ ٢١}[الطور: ٢١]، فمن طالت مجالسته للنبي ÷، ومات وهو متمسك بشرعه، عامل به، فلا شك في فضله وتعظيمه وإجلاله.
  أما من خالفه ولو جالسه فلا شك في هلاكه.
  وأما أهل السنة فالصحابي عندهم هو: من لقي النبي مؤمناً به، ومات على الإسلام(١)، فدخل في هذا جميع من أسلم او تظاهر بالإسلام وسمع من النبي ÷، وعلى أساس ذلك عدلوا جميع الصحابة الذين لقيوا النبي وماتوا على الإسلام الذي يرونه كما تراه المرجئة قول بلا عمل. فدخل أبو سفيان وأولاده وجميع المروانيين بما فيهم طريد الرسول صلي عليه وآله وسلم، والمغيرة بن شعبة وولده عبدالله، وكذلك المنافقين الظاهر نفاقهم. والتابعين لمعاوية، المحاربين للإمام علي #، وكذلك الخوارج، وهذا غلو كبير، وتفريط واضح، تذكره العقول المفكرة، و تأباه
(١) الإصابة: ١٠/ ١.