علوم الحديث عند الزيدية والمحدثين،

عبدالله بن حمود العزي (معاصر)

15 - معرفة تواريخ الرواة:

صفحة 258 - الجزء 1

  قال السيد الباحث - حسن السقاف - هذا حديث موضوع، وهو أحد الأحاديث الثلاثة الموضوعة التي في صحيح الإمام مسلم.

  ومن دلائل وضعه: أن رسول الله ÷ كان قد تزوج أم حبيبة بنت أبي سفيان قبل فتح مكة بدهر، ولما زارها أبو سفيان في المدينة وهو مشرك نحته عن فراش رسول الله ÷، لأنه مشرك نجس ساعتئذ وهذا مشهور معلوم.

  قال الحافظ الذهبي في سير أعلام النبلاء: (١٣٧/ ٧) عن هذا الحديث في ترجمة أحد رواته (عكرمة بن عمار) مانصه: (قلت: قد ساق له مسلم في الأصول حديثاً منكراً، وهو الذي يرويه بن سماك الحنفي، عن ابن عباس، في الأمور الثلاثة التي التمسها، أبو سفيان من النبي ÷).

  قد نقل الإمام الحافظ النووي ¦ في شرح مسلم: ٦٣/ ١٦، عند شرح هذا الحديث أن ابن حزم حكم عليه بالوضع، قلت: وهو حكم صحيح لا غبار عليه.

  قال الحافظ ابن الجوزي في هذا الحديث: هو وهم من بعض الرواة، لاشك فيه ولاتردد، وقد أتهموا به عكرمة بن عامر رواي الحديث، وإنما قلنا: إن هذا وهم، لأن أهل التاريخ أجمعوا على أن أم حبيبة كانت تحت عبدالله بن جحش وولدت له، وهاجر بها وهما مسلمان إلى أرض الحبشة، ثم تنصر وثبتت أم حبيبة على دينها، فزوجه إياها، واصدقها عن رسول الله ÷ أربعة آلاف درهم، وذلك في سنة سبع من الهجرة، فجاء أبو سفيان في (زمن الهدنة)، وهي التي كانت بين النبي ÷ وبين قريش في صلح الحديبية، فدخل عليها فثنت بساط