علوم الحديث عند الزيدية والمحدثين،

عبدالله بن حمود العزي (معاصر)

الفصل الثاني أهم المصنفات في الحديث النبوي الشريف وأنواعها

صفحة 283 - الجزء 1

  الحكم ما عارض المعلوم، ولم يكن تأويله أو علم الجرح بالطريقة المعلومة أو الصحيحة الراجحة لناقله، فإن المعلوم أن ليس قصد الإمام المرشد بالله # إلا الرواية لما بلغه الصحيح وغيره من دون التزام للتصحيح، بل العهدة على المطلع، كيف وقد صرح بجرح بعض الرواة؟ ثم روى عنهم، وضعف بعض الأخبار ورد بعضها، وروى الرد على بعض ما أخرج، وهذا الحمل هو الذي لا ريب فيه عند من له نظر يهديه، وعلم يقتفيه، فيكون هذا التصحيح من ذلك الشيخ العالم (يقصد محيي الدين محمد بن أحمد القرشي) كافياً فيما سوى ما ذكرناه من الرواياة والرواة، والله الموفق إلى سبيل النجاة، ولا حول ولا قوة إلا بالله)⁣(⁣١).

  ٢١ - أمالي السمان للعالم الزاهد طاهر بن الحسين بن علي السمان⁣(⁣٢) المتوفى: ٤٨٤ هـ) تقريباً.

  هذه هي بعض مؤلفاتهم في الحديث إلى القرن الخامس الهجري، بالرغم من الحصار الشديد المفروض عليهم آنذاك، والمطاردة المستمرة لهم، ولكل ما له صلة أو علاقة بفكرهم، ولو أتيحت لهم فرصة نسبية من الاستقرار لرأينا الكثير والكثير من مؤلفاتهم الحديثية، وتجدر الإشارة إلى أن هنالك روايات لهم ممزوجة بمسائل الفقه والعقائد، والأخلاق والآداب.

  وأما بعد القرن الخامس الهجري فقد ظهرت كتب حديثية أخرى بعضها نقلها المؤلفون الأعلام من كتب الأئمة السابقة، أو مما صح لديهم من


(١) اللوامع: ٤٢٠/ ١.

(٢) العلامة المحدث طاهر بن الحسين بن علي بن الحسين بن زنجويه السمان الرازي، عالم، زاهد، أحد علماء الزيدية في القرن الخامس الهجري، سمع على عمه أماليه المعروفة بأمالي السمان، وقد نقل عنها أئمتنا، توفي سنة (٤٨٤) هـ، تقريباً.