أشهر كتب الحديث عند أهل السنة
  والحقيقة إن أهل السنة قد غالوا كثيراً في هذه الصحاح خاصة في صحيحي البخاري ومسلم.
  ولو رجعوا إلى جميع الأحاديث التي في هذه الكتب وردوها إلى القواعد الأساسية عند أهل البيت $، أو إلى قواعدهم الصحيحة لخففوا من غلوائهم، ولم يركبوا متن الشطط، ولم يرموا من دقق النظر فيها بأبشع التهم. ولو أخذنا مثالين فقط من هذين الصحيحين لوجدنا أن فيهما الصحيح، والضعيف، والموضوع، ونحوه كما قلنا سابقاً، وكما هو شأن كتب الحديث المختلفة:
  المثال الأول: حديث الساق الذي رواه البخاري(١)، ومسلم(٢) ومن ألفاظه: (حتى إذا لم يبق إلا من كان يعبد الله من بر وفاجر أتاهم رب العالمين في أدنى صورة من التي رأوه فيها! فقال ماذا تنتظرون؟ تتبع كل أمة ما كانت تعبد!.
  قالوا: ياربنا فارقنا الناس في الدنيا أفقر ماكنا إليهم! ولم نصاحبهم!. فيقول أنا ربكم، فيقولون: نعوذ بالله منك لانشرك بالله شيئاً مرتين
(١) الحافظ محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن برذزية الجعفي، ولد سنة (١٩٤) هـ، ببخار، وهو في الأصل ينحدر من عائلة مجوسية لأن جده الثالث برذزية كان مجوسياً، ومات على دينه، وجده إبراهيم أسلم على يد الجعفي، قيل سعيد، وقيل اليمان بن أخنس، ونشأ يتيماً، فربته والدته حتى بلغ العاشرة من عمره، فاشتغل بطلب العلم، ولم يزل مشتغلاً به حتى توفي سنة (٢٥٦) هـ وقد ألف الجامع الصحيح، وغيره من المؤلفات في مختلف المواضيع.
(٢) الحافظ مسلم بن الحجاج القشيري أبو الحسن النيسابوري، ولد سنة (٢٠٦) هـ، وقيل سنة (٢٠٤) هـ، وتتلمذ على يد البخاري وغيره، وتوفي سنة (٢٦١) هـ، وقد ألف الجامع الصحيح، وغيره من المؤلفات.