علوم الحديث عند الزيدية والمحدثين،

عبدالله بن حمود العزي (معاصر)

الفصل الرابع بطلان الإحتجاج بالإسرائيليات

صفحة 313 - الجزء 1

  الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ٨٥}⁣[آل عمران: ٨٥]، وقوله تعالى: {وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ١٣٥}⁣[البقرة: ١٣٥]، إلى غير ذلك من الآيات المثبتة لهذه الفكرة المقررة من كتاب الله تعالى.

  فإذا كان ما خرجتما منه هو الدين الباطل المحرَّف، وما دخلتما فيه هو الحق الصحيح⁣(⁣١) المحفوظ، فالواجب عليكما الذي يقتضيه إسلامكما هو الإعراض عن أفكار وكتب ونصوص الدين القديم، والإقبال على نصوص الدين الحق الجديد القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، فلماذا بقيتم عاكفين على نصوص الدين القديم تنشروها وتحكونها للناس وتثبتونها في الأمة؟ حتى آل بثها إلى أن تدخل وتتخلل في الأحاديث والتفاسير كما هو ملموس ومشاهد؟!.

  فبدل أن يقول كعب الأحبار: قال الله تعالى في القرآن الكريم نراه يقول: قرأت في التوراة كذا وكذا! ونراه يفسِّر القرآن بأفكار إسرائيلية (أي يهودية) يردّها كثيراً أهل العلم، فيقولون: هذا الحديث من الإسرائليات! أو هذا التفسير خطأ وهو من الإسرائليات! ونحو ذلك! ومن ذلك أمور مستشنعات جداً أتى بها هؤلاء وخاصة فيما يتعلَّق بصفات الله تعالى ونعوته !، ولا بدَّ من ضرب الأمثلة على ذلك! حتى نتبيَّن كيف أنهم كانوا يأتون بالأفكار اليهودية المستشنعة في المفهوم الإسلامي المخالفة لما هو


(١) في القاموس المحيط: «الصُّحُّ بالضمَ، والصِّحَّةُ بالكسر، والصَّحاح بالفتح: ذهاب المرض، والبراءة من كل عيب، صَحَّ يَصَّحُّ فهو صحيح وصَحاحٌ ... والمُصَحْصِحُ: الصحيح المودَّة، ومَنْ يأتي بالأباطيل».