علوم الحديث عند الزيدية والمحدثين،

عبدالله بن حمود العزي (معاصر)

الفصل الرابع بطلان الإحتجاج بالإسرائيليات

صفحة 336 - الجزء 1

  أُنزل إلينا وما أُنزل إليكم ...).

  قلت: هذا حديث مشكل! إذ كيف يقول النبي ÷ هذا بعدما وصفهم الله تعالى في كتابه العزيز بالشرك والكذب والتحريف وإخفاء كتب الله المنزلة عليهم؟! فهذا عندنا لا يصح⁣(⁣١) وهذا اللفظ لم يقله النبي ÷! وقال الحافظ ابن حجر في «الفتح» (٢٩٢/ ٥/قبل ٢٦٨٥): «والغرض منه هنا النهي عن تصديق أهل الكتاب فيما لا يُعرف صدقه من قِبَل غيرهم، فيدلُّ على ردِّ شهادتهم وعدم قبولها كما يقول الجمهور».

  وإذا تأمل الإنسان قليلاً في لفظ (لا تصدّقوهم) ولفظ (لا تكذبوهم) لقال: وماذا نعمل إذن⁣(⁣٢) والله تعالى يقول: {وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ٧٨}، وهل يصح التوقف في تكذيب الخرافات والحكايات والقصص المعارضة للتوحيد وللأصول المقررة في القرآن الكريم!.


(١) وقد تفرَّد به علي بن المبارك عن يحيى ين أبي كثير!.

(٢) أنا أعلم أنّ بعض الناس يقولون أنَّ معنى ذلك التوّقف! ولكن لمّا رأيت أنّ الناس لم يتوفقوا فيها بل أخذوها مصدّقين بها وباثين لما فيها من أفكار حتى اعتنقها العامة وبعض المنتمين إلى العلم ورأيت بُعْدَ تأويلها بالتوقف وتفردُّ علي بن المبارك في روايته عن يحيي بن أبي كثير! جزمت بأنّ هذا التأويل تأويل ركيك مردود!.