علوم الحديث عند الزيدية والمحدثين،

عبدالله بن حمود العزي (معاصر)

1 - محكم الحديث:

صفحة 64 - الجزء 1

  وإن كانت الأولى فإما أن يكون الجمع بينهما ممكناً بأي طريق من طرق الجمع من غير تكلف، أو تعسف، وإما أن يكون غير ممكن، فإن كان عمل بهما جميعاً كل واحد منهما فيما حمل عليه، وإن كان الثاني فلا يخلوا إما أن يعلم تاريخ كل واحد منهما، ويكون أحدهما أسبق من الآخر تاريخاً، وإما أن يجهل تاريخهما، فإن كان الأول فالمتقدم منهما منسوخ، و المتأخر ناسخ، ويكون العمل به، وإن كان الثاني فإما أن يمكن الترجيح بأي وجه من أوجه الترجيح وإما أن يتعذر فإن أمكن ترجيح أحدهما على الآخر عمل به، وإن لم يمكن توقف العمل بهما حتى يتبين للناظر وجه الترجيح لأحدهما⁣(⁣١).

  أهمية هذا الفن:

  ويعتبر هذا الفن، من أهم علوم الحديث إذ يضطر إلى معرفته جميع العلماء، ولا يمهر فيه إلا العلماء الجامعون بين الحديث، والفقه، وأصوله.

  قال النووي: (وهذا فن من أهم الأنواع ويضطر إلى معرفته جميع العلماء من الطوائف، وإنما يكمل له الأئمة الجامعون بين الحديث والفقه، والأصوليون الغواصون على المعاني)⁣(⁣٢).

  وقال السخاوي: (هذا فن تكلم فيه الأئمة الجامعون بين الفقه والحديث وقواعده مقررة في أصول الفقه)⁣(⁣٣).


(١) توضيح الأفكار ٤٢٣/ ٢ - ٤٢٦ - بتصرف.

(٢) التوضيح ٤٢٣/ ٢.

(٣) التوضيح ٤٢٣/ ٢.