علوم الحديث عند الزيدية والمحدثين،

عبدالله بن حمود العزي (معاصر)

الفصل الرابع تقسيم الخبر المقبول إلى معمول به وغير معمول به

صفحة 65 - الجزء 1

  مثال لمختلف الحديث:

  حديث (في ماسقت السماء العشر)⁣(⁣١) مع حديث: (ليس فيما دون خمسة أوسق صدقة)⁣(⁣٢)، فهاذان حديثان صحيحان ظاهرهما التعارض ويمكن الجمع بينهما بتقديم الخاص على العام حيث خصص وجوب الزكاة فيما أخرجت الأرض إذا كان خمسة أوسق فصاعدا، وسيأتي الكلام حول ذلك بصورة أوسع عند ذكر نتائج اختلاف وجهات النظر في دفع التعارض، ونجد أن معرفة هذا الفن مرتبطة بأصول الفقه باب الترجيح، وكثير منه يدور على معرفة العموم والخصوص كما في المثال السابق.

  لا تعارض حقيقي بين الأحاديث:

  واعلم بأن الأحاديث النبوية لا تتعارض أبداً، ولا تتناقض مطلقاً، وإذا وجد حديثان يوهم ظاهرهما التخالف فإن مردّ ذلك قصور في فهم المجتهد وإدراكه لا في الأحاديث نفسها قال تعالى: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى ٣ إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ٤}⁣[النجم: ٣ - ٤]. وما كان وحياً من الله فهو منزه عن التناقض والإختلاف {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ٨٢}⁣[النساء: ٨٢]، وقد يكون لعدم المعرفة التامة للناسخ والمنسوخ أو لأي سبب من الأسباب ونجد أهل البيت $ قد حذروا من الوقوع في هذا المسلك الخطير الذي يدعو إلى التناقض والاختلاف في


(١) سيأتي نص الحديث كاملاً في هذا الباب نفسه أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود وغيرهم وهو مما اعتمده أئمة الآل الكرام $.

(٢) سيأتي نص الحديث كاملاً أخرجه البخاري ومسلم وأهل السنن وهو ما اعتمده الأئمة الكرام من أهل البيت $.