علوم الحديث عند الزيدية والمحدثين،

عبدالله بن حمود العزي (معاصر)

الفصل الثالث المردود بسبب طعن في الراوي

صفحة 100 - الجزء 1

  الإسلام وتشويه محاسنه فوضعوا أحاديث في التشبيه والتجسيم وجعلوا الله عرضة لأوهامهم الباطلة وتصوراتهم الشاطحة، ومن ذلك قولهم عن رسول الله ÷ أنه: (رأى ربه ø في المنام في أحسن صورة شاباً موفَّرا، رجلاه في خضرة، عليه نعلان من ذهب، على وجهه فراش من ذهب)⁣(⁣١)، وكذلك قولهم أن رسول الله ÷ قال: (إن ربي أتاني الليلة في أحسن صورة فقال لي يا محمد: فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قلت لا أدري يارب، فوضع كفه بين كتفي حين وجدت برد أنامله في صدري فتجلي لي ما بين السماء والأرض)⁣(⁣٢).

  إلى غير ذلك كقولهم إن الله يمرض وإن الملائكة تعوده! وإنه يضحك حتى تبدوا نواجذه، وإنه وإنه ... تعالى الله عما يقول الجاهلون.

  وقد روى العقيلي بسنده إلى حماد بن زيد قال: وضعت الزنادقة على رسول الله ÷ أربعة عشر ألف حديث.

  وهكذا تحيط بنا الإسرائيليات⁣(⁣٣) وغيرها من القصص والروايات المكاذبة


(١) رواه الطبراني في الكبير ١٤٢/ ٢٥، وابن الجوزي في الموضوعات ١٢٥/ ١،

وغيرهما، وهذا الحديث وما بعده مخالف للقرآن الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد، فالقرآن يقول: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ١١}⁣[الشورى: ١١] ويقول {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ١٠٣}⁣[الأنعام: ١٠٣] ومن هنا ندرك أهمية قاعدة عرض الحديث على القرآن التي جعلها أهل البيت $ من أساسيات قبول الحديث، وقد طعن في هذا الحديث البخاري في تاريخه: ٥٠٠/ ٦، والنسائي في تاريخ بغداد: ٣١١/ ٣، وابن حبان في الثقات ٢٤٥/ ٥، وغيرهم.

(٢) رواه البزار كما ذكره في مجمع الزوائد: ١٧٧/ ٧ - ١٧٨، وهو كما ذكرت سابقاً في الحديث الذي قبله مخالف للقرآن وما خالفه رد إضافة إلى ظلمة سنده ونكارة متنه.

(٣) سيأتي الكلام مفّصلاً عن الإسرائيليات إن شاء الله تعالى في الفصل الرابع من الباب الرابع.