الفصل الثالث المردود بسبب طعن في الراوي
  ذكر الطيبي في خلاصته، قال جعفر بن محمد الطيالسي صلى أحمد بن حنبل ويحيى بن معين في مسجد الرصافه، فقام بين أيديهما قاص فقال: حدثنا أحمد بن حنبل ويحيى بن معين قالا: حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة، عن أنس ¥ قال: قال رسول الله ÷: من قال: (لا إله إلا الله يُخلق من كل كلمة منها طائر منقاره من ذهب وريشه من مرجان وأخذ في قصة من نحو عشرين ورقة فجعل أحمد ينظر إلى يحيى ويحيى ينظر إلى أحمد، فقال: أنت حدثته بهذا فقال: لا والله ما سمعت به إلا هذه الساعة، قال: فسكتا جميعاً حتى فرغ فقال: - أي أشار يحيى - بيده إلى أن تعالى، فجاءهما متوهماً لنوال الخير، فقال يحيى: من حدثك بهذا؟ قال: أحمد بن حنبل، ويحي بن معين، فقال: أنا ابن معين وهذا أحمد بن حنبل ما سمعنا بهذا قط في حديث رسول الله ÷، فإن كان ولا بد فعلى غيرنا، فقال أنت ابن معين؟ قال نعم، قال لم أزل أسمع أن ابن معين أحمق، وما علمته إلا هذه الساعة، قال يحيى: وكيف علمت أني أحمق؟ فقال: كأنه ليس في الدنيا يحيى بن معين، وأحمد بن حنبل غيركما، كتبت عن سبعة عشر أحمد ابن حنبل غير هذا.
  قال: فوضع أحمد بن حنبل كفه على وجهه وقال: دعه فقام كالمستهزي بهما)(١).
  ٥ - الطعن في الإسلام بإسم الإسلام:
  أكثر من يفعل ذلك الزنادقة المتسترون بالإسلام ومن حذا حذوهم لما عجزوا عن الكيد للإسلام جهاراً عمدوا إلى هذه الطرق الخبيثة لإفساد عقائد
(١) توضيح الأفكار: ٧٤/ ٢ - ٧٥.