مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن إبراهيم الرسي،

القاسم بن إبراهيم الرسي (المتوفى: 246 هـ)

مقدمة مكتبة أهل البيت (ع)

صفحة 19 - الجزء 1

  المتوكل بن المعتصم وتوفي سنة ٢٤٧ هـ، وذلك بعد وفاة الإمام القاسم # بسنة، وكل هذه الفترات عاشها الإمام القاسم # وهو شريد طريد يتخفى هنا وهناك؛ فاراً بدينه إلى أن استقر في آخر أيام حياته في جبل الرس جنوب المدينة المنورة وبها مات # سنة ٢٤٦ هـ. وقد بويع له مرة أخرى في العام ٢٢٠ هـ في دار محمد بن منصور المرادي.

  فهذا الجانب من جوانب حياة الإمام القاسم # يدل على أن المحن والشدائد قد صقلت شخصيته فنشأ قوياً في ذات الله، بعزيمة صادقة لا تعرف الوهن والضعف والجبن والخور، وما مقاومته للباطل في أوج قوته إلا دليل على علو همته وعظيم شأنه.

  وإذا نظرنا لشخصيته # من زاوية أخرى نجد أنه # قد سافر إلى كثير من البلدان منها مصر والعراق والحجاز وغيرها، وقد كان هذا العصر عصر الانفتاح الفكري والثقافي من المسلمين على بقية الحضارات الأخرى واندماجهم معهم؛ فقد أنشأ المأمون دار الحكمة للترجمة للكتب وكان يقيم المناظرات بين علماء الطوائف وغيرهم؛ فكان # ذا همة عالية في الاطلاع على شتى المعارف والثقافات، واشتهر عنه أنه قرأ كتب أهل الأديان السماوية الأولى وغيرها من الثقافات كما ذلك ملاحظ في ردوده #.

  وبما أن هم أهل البيت $ هو المحافظة على الدين الحنيف من أن يناله التحريف والدس - فإنهم يعملون جاهدين على دعوة الناس إلى البعد عن البدع، ويحذرونهم من الانحراف عن الدين؛ لذلك فأنت ترى الإمام القاسم يقف في هذا العصر بصلابة وشموخ محاوراً ومناظراً للملاحدة والزنادقة واليهود والنصارى والمشككين في شريعة الإسلام، ويقف مناظراً لأهل الطوائف الإسلامية الذين قد زاغوا عن الصراط المستقيم من رافضة وجبرية