مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن إبراهيم الرسي،

القاسم بن إبراهيم الرسي (المتوفى: 246 هـ)

[بداية الرد عليهم]

صفحة 480 - الجزء 1

  الثلاثة في موضع يُوَحَّدُون وفي موضع بعد التوحيد يُثَلَّثُون، وفي سبب نزول الابن زعموا من أجل خطيئة آدم، وما قالوا به في ذلك من خلاف جميع الأمم، فلم نترك لهم بعد هذا من قول يجهله إلا كل جهول.

[بداية الرد عليهم]

  ونحن إن شاء الله مبتدئون فرادون لباب فباب بما يقولون ويجددون، فليفهم ذلك من يريد مجادلتهم من أهل التوحيد والدعوة، فإنا مُقَدِّمُون إن شاء الله من ذلك باب الأبوة والبنوة.

  فقائلون لهم جميعاً: جوابهم: أخبرنا عن هذه الأسماء التي سميتم، وادعيتم من خرافات القول فيها ما ادعيتم، من أب زعمتم وابن وروح قدس، لم يدل على شيء منه قياس ولا حاسة من الحواس الخمس، ما هذه الأسماء؟ أسماء طبيعية ذاتيه جوهريه؟ أم هي أسماء شخصيه قنومية؟ أم تقولون: هي أسماء حادثة عرضية؟ فإنكم إن كنتم إنما سميتم الأب عندكم أبا لأنه ولد بزعمكم ولداً وابناً فليس هذه الأسماء بأسماء طبيعية ذاتية، ولا أسماء أيضاً قنومية شخصية، ولكنها حادثة عرضية عند حدوث الولاد بين الوالدين والأولاد، وليس⁣(⁣١) بأسماء طبيعة ولا قَنُّوم لا في الروم ولا في غير الروم.

  والطبيعية فإنما تسمى بذاتها وطباعها، وبما يكمل ذلك كله لها من اجتماعها؛ لأنا بالأسماء المعلقة بالعلة المشتقة من الأفعال المعتملة أعرف، لأن اسم الطبيعة غير اسم القنوم، واسم القنوم غير اسم الفعل المعلوم، واسم الطبيعة ثابت لا اختلاف فيه ولا تفاوت، إنما هو اسم لها محدود موقف، لا ينصرف فيها ولا يختلف فيدل على قنوم وعلى فعل مفعول، ولكنه اسم الشيء نفسه يدل عليه لا على جنسه، كالأرض والسماء والنار والماء وأشباه ذلك من الأسماء التي قد تدل على أعيان


(١) قال في هامش المطبوع: في (د): وليست.