الرد على من قال إن لله نفسا كنفس الإنسان
  وقد يتجه على معنى آخر في قول الله فيما أخبر عن فرعون وقوله لموسى #: {وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ ١٨}[الشعراء]، أي: عندنا، وقال: إنا لنراك فينا ضعيفاً، بمعنى: عندنا.
  وقال تبارك وتعالى: {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ}[الحديد: ٤]، فالمعنى في ذلك كله على المشاهدة والتدبير لا على أنه في شيء يحويه، ولا على أنه مع شيء ملازق له، ولا أنه على شيء، كما الإنسان على السرير وعلى السطح وقد خلا منه ما هو أسفل من ذلك.
  ومن ذلك قول الشاعر:
  وصرنا خاليين وليس معنا ... سوى رب البنيَّة والمقام
  فمن أنكر ذلك وزعم أن ربه في مكان دون مكان سئل في أي مكان هو؟
  فإن قال: على العرش.
  قيل له: أو ليس العرش غير السماوات والأرض؟ فقوله: نعم.
  فيقال له: كيف قلت: هو في السماء وقد زعمت أنه على العرش، والعرش غير السماوات والأرض؟ وفي هذا رد لقول الله سبحانه: {وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَوَاتِ وَفِي الْأَرْضِ}[الأنعام: ٣].
  وإن قالوا: إن العرش ليس في السماوات ولكنه فوقها عطلوا السماوات من العرش، وفي تعطيلهم السماوات من العرش تعطيل ما قالوا هو العرش دون ما سواها.
الرد على من قال إن لله نفساً كنفس الإنسان
  إن سأل سائل ذو حيرة عن قول الله ø: {تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ}[المائدة: ١١٦]، وعن قوله سبحانه: {كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ}[الأنعام: ١٢]، وتوهم أن لله ø نفساً كنفس الإنسان، وأنها جزء الجسم، وأنها جوهر يقيم الأعراض، قيل له: إن معنى قول الله سبحانه في كتابه: {تَعْلَمُ مَا فِي