مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن إبراهيم الرسي،

القاسم بن إبراهيم الرسي (المتوفى: 246 هـ)

[صفة الإمام]

صفحة 539 - الجزء 1

[صفة الإمام]

  وإنما الصفوة لا تكون إلا في أخير أهل زمانه، وأكثرهم اجتهاداً، وأكثرهم تعبداً، وأطوعهم لله، وأعرفهم بحلال الله وحرامه، وأقومهم بحق الله، وأزهدهم في الدنيا، وأرغبهم في الآخرة، وأشوقهم للقاء الله؛ فهذه صفة الإمام. فمن استبان منه هذه الخصال فقد وجبت طاعته على الخلائق.

  فتفهموا وانظروا هل كان بيننا وبينكم اختلاف في علي بن أبي طالب؟ ثم من بعده في الحسن بن علي؟ أو هل اختلفنا من بعده في الحسين بن علي؟ أو هل اختلفنا في محمد بن علي؟ أو هل ظهر منهم رغبة في الدنيا أو طلب⁣(⁣١) أموال الناس؟ أو هل بخلوا بما عندهم؟ أو هل اتخذوا القصور والمراكب والخدم والأتباع؟ أليس قد مضوا إلى الله على البصيرة؟!

  فلوا أردنا أن نجحد الحق لجحدناهم من بعد الحسين بن علي، فصيرناه في أهل بيت النبي ÷ عامة، ولكن اتبعنا الحق حيث أمرنا الله باتباعهم، وأقررنا بفضل من جعل الله فيه⁣(⁣٢) الفضل، فلم نر فيهم⁣(⁣٣) طلب الأخماس من التجارة، ولا من صانع ولا من زارع، ولا من حمال يحمل على ظهر رأسه، ولم يستأثروا بما جعل الله لأهل بيت نبيهم عن أهل بيت نبيئهم ÷، ففي دون هذا التفهم.

  فإن زعمت الروافض أن ذا في صاحبنا بما وصفتم من دلائل الإمامة والزهد والفضل.

  يقال لهم: ما لنا لا نرى ما تصفون؟

  فإن قالوا: إنه في دار تقية.


(١) في (ب): وطلب.

(٢) في (أ): فيهم.

(٣) «فيهم» ساقطة من (أ).