القول في الحبلى
  معه من نسائه فطمثت فوثبت فقال لها ÷: (مالك أنفست؟) وفصحاء العرب والناس يدعون المحيض باسم النفاس، والنفاس وإن دعي محيضا فقد يدعى طمثا أيضاً. وقد قال الله سبحانه: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ ..} الآية [البقرة: ٢٢٢]، فأوجب من ذلك كله التطهر(١)، وأمر فيه كله من الغسل بما أمر، فأوجبنا اتباعا فيه لأمر الله وتنزيله، واستدلالا بما دل به علهي من دليله.
  فإن سأل سائل عن الكدرة والصفرة، وما يعرص من ذلك في بعض الأحوال للمرة؟
  قيل: أما ما كان في ذلك بين فترات دفق الدم، وكان وقت محيضها فيه لم ينقطع بعد عنها ولم ينصرم - فهو من المحيض ودمه، والحكم فيه عليها كحكمه، فإذا انقطع عنها المحيض - وهو خالص الدم ومحضه - وجب عليها عند انقطاعه عنها الغسل ولزمها فرضه، لأن المحيض والدم إنما هو ما كان خالصا محضا، كما أن المحيض منه ما كان مشوبا بغيره متمحضا(٢)، من دلائل ذلك أيضاً قول بعض العرب: إنا لنشرب اللبن مخيضا ومحضا، يريد بالمحض الخالص منه المحض، والمخيض فما قد خلط بالماء ومحض.
القول في الحبلى
  ومن سأل عما ترى من ذلك الحبلى فقال: أمحيض هو عندكم أم لا؟
(١) في (نخ): التطهير.
(٢) في (نخ): متمحضاً بغيره.