وله # موعظة لبعض إخوانه واعظا ومذكرا وحافظا لأمر الله ومبصرا
  لا تخدعك بآمالها ومكرها، وقد عرفتك نفسها، وأوضحت لك لبسها، فلا تعم وأنت بصير، ولا تأمن وأنت بتحذير، فإن الذي بقي من عمرك قليل، فإما الثواب الجزيل وإما البلاء الطويل، فكن بعلمك منتفعا، وللموت متوقعاً، فإنك لا تدري على أي حال يأتيك، وفي أي وقت يفاجيك، فعجباً لك يا مكنون الأجل كيف تغتر بطول الأمل، فابك على نفسك إن كنت باكيا، وتيقظ من غفلتك إن كنت لاهيا.
  أما بعد، فكأنك قد أخرجت من روح الدنيا ومساكنها، وأَبْدَتْ أهلُك لغيرك سكنها ومحاسنها، ونسيت ما كان لها من كدك، وتغيرت عما كانت لك عليه من بعدك، فتمتعوا بمالك، ولم يعبأوا بحالك - لمن لا يرثى لك غدا من صرعتك، ولا يؤنسك غداً في وحشتك، فلا تبع يا مسكين بدنياك آخرتك، ولا تجزع لها فتركبك رقبتك، وعليك بنفسك أكرم الأنفس عليك، وأحب الأنفس إليك، واعلم أنك مسؤول ومحاسب ومعاقب، فارغب في الثواب، واهرب من العقاب.
  ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وصلى الله على محمد وآله وسلم.
وله # موعظة لبعض إخوانه واعظاً ومذكراً وحافظاً لأمر الله ومبصراً
  
  الحمد لله، وعلى محمد وعلى أهله أفضل الصلاة والتسليم.
  وبعد، يا أخي فأعاذني الله وإياك من مهلك غفلة الغافلين، وسلمني [وإياك] بمنه ورحمته من مضل جهالة الجاهلين، الذين حسبوا وظنوا - إذ تاهوا وتمنوا -