مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن إبراهيم الرسي،

القاسم بن إبراهيم الرسي (المتوفى: 246 هـ)

تفسير سورة التكاثر

صفحة 88 - الجزء 2

  فهو⁣(⁣١) تآمرهم بالمقام على البر، وعلى ما يعارضهم في المقام عليه من اليسر والعسر، وما يقاسون فيه من منابذة المبطلين، ومن ليس بمراقب ولا متقٍ لرب العالمين، من الفجرة المستهزئين، والجورة المتغلبين⁣(⁣٢).

تفسير سورة التكاثر

  

  وسألته عن قوله سبحانه: {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ ١ حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ ٢} فتأويل {أَلْهَاكُمُ}: هو أغفلكم عما عليكم في المعاد، ولكم بما أنتم فيه من تكاثركم بالولد والمال والعشائر، وتفاخركم بما في ذلك عندكم من الخيلاء والمفاخر، ولذلك وبه شغلوا وألهوا، فغفلوا بكدهم فيه، وكدحهم وتكالبهم عليه، وشحهم عن رشادهم وتيقن معادهم، ولما في التكاثر بالأموال وما في التشاغل بالتكاثر من الاشتغال طهر الله منه خيرته من الرسل والأبرار، فلم يكونوا بأهل مكاثرةٍ ولا بتُجَّار.

  وتأويل {زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ} هو: مصيرهم إليها، واتصالهم بالآخرة وإشرافهم عليها.

  وتأويل {كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ٣ ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ٤ كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ ٥} هو: تكرير من الله تبارك وتعالى في ذلك كله عليهم للتعريف والتبيين، ألا ترى كيف يقول سبحانه: {لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ ٦ ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ


(١) في المطبوع والمصابيح: هو.

(٢) في المطبوع والمصابيح: المتغلبين المتمردين.