[الوصية وذكر بعض صفات الإمام وحكم إمامين في عصر واحد]
[الوصية وذكر بعض صفات الإمام وحكم إمامين في عصر واحد]
  وسألت عن الوصية؟
  فاعلم أن الله تبارك وتعالى أوصى العباد بوصايا، وأرسل الرسل بوصايا، وأوصى محمداً ÷ وعلى آله بوصايا، منها: ظاهرة ثبتت بها الحجج على مَن سمعها وعقلها، ومنها: وصايا خاصة لعلي بن أبي طالب ~ وعلى آله وليست للناس، إلا أن يشاء علي أن يعلمها، فضيلة من الله لعلي.
  من ذلك قول الله: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ}[النساء: ١]، الآية، والثانية: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ}[البقرة: ٢١]، و {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ}[النساء: ١٣٥]، وقوله: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ}[الإسراء: ٢٣]، وقوله: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ}[المائدة: ٢]، الآية. وقوله: {يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ}[النساء: ١١]، وقوله: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ ١}[الحج]، وقوله: {إِنْ تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ}[البقرة: ١٨٠]، يعني خيراً: مالاً. ثم نسخ ما جعل الله للوالدين من الوصية بالميراث، وجعل ما بقي للأقربين ممن لا يرث، وقال: {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا}[العنكبوت: ٨]، وقال: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ}، إلى قوله: {الْمُفْلِحُونَ ١٠٤}[آل عمران]، ثم أخبرهم فقال: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ}[آل عمران: ١١٠]، الآية. وقال: {الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ}[الحج: ٤١]، الآية.
  ومن ذلك وصايا الأنبياء À جميعاً، قوله: {شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا} إلى قوله: {مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ}[الشورى: ١٣]، وقول الله تبارك وتعالى: {وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ}[البقرة: ١٣٢]، الآية. وقال رسول الله صلى الله عليه: «المهدي - في بُديِّ دولتهم وسماه باسمه واسم أبيه - اسمه باسمي، واسم أبيه باسم أبي، سخي على المال، شديد على العمال، رحيم بالمساكين».