تفسير سورة العاديات
تفسير سورة العاديات
  
  وسألت أبي | عن قول الله سبحانه: {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا ١ فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا ٢ فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا ٣} فالعاديت من كل ذات ظلف، أو حافر صلب أو خف، من كل بهيمة جِنِّية وحشيةً أو إنسيةً.
  وتأويل قوله: {ضَبْحًا} فهو: عدواً ومرحاً، و {الْمُورِيَاتِ قَدْحًا} فهو: ما يورين ويقدحن إذا عَدَون وضبحن بصلابة الأظلاف والحوافر والأخفاف من نار الحجارة والحصى، والأرض الصلبة الخشنى، فيورين النار من ذلك كله بإيقاد، كما تُورَى وتوقد(١) النارُ بالزناد.
  و {الْمُغِيرَاتِ صُبْحًا} فيما أرى - والله أعلم - خاصة الخيل، بينهن وبين غيرهن من ذوات الحافر في العَدْو والقدر واليُمن من الفرق النَّيِّر الجليل. ولخاص ما فيهن من النعمة والبركة والخير قُدِّمن - إن شاء الله - في الذكر على البغال والحمير، فقال الله سبحانه: {وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ٨}[النحل].
  وتأويل {فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا}، والنقع هو: الغبار المثار، {فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا}، هو: توسطهن بغبارهن للجمع الذي عليه كان المغار.
  وتأويل {إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ ٦} فهو الكافر لنعم الله بكبائر عصيانه الفاجر العنود.
(١) في المطبوع والمصابيح: وتقدح.