مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن إبراهيم الرسي،

القاسم بن إبراهيم الرسي (المتوفى: 246 هـ)

ومن كلامه # [في الوعظ]

صفحة 298 - الجزء 2

  يمن بالسماع النافع عليك وعلينا، فإنا من الصمم والحيرة والظلم في البحر الزاخر، واللج الغامر، فلا ينجو من غمره إلا من نجاه الله، ولا يلجأ من غرقه إلا من أاجاه، والله المستعان، وعليه التكلان.

ومن كلامه # [في الوعظ]

  

  وبعد، فاعلم يا أُخَيّ أنا وإياك في بحر من بحور العمى عميق، لا يصل معه أحد إلى هدى إلا أن يرشده الله ويهديه إلى ملجأ وثيق، فكر أهله سقيمة مدخولة، وعبر من فيه فعظيمة مجهولة، لا يعتبر بها منهم معتبر، ولا يفكر فيها منهم مفكر، فقلوب من يسمعها منهم ويراها مقفلة والله المستعان على هداها، فهدانا الله يا أُخَي وهداك بما أرانا الله منها وأراك، ونفعنا ونفعك بما أسمعنا وأسمعك، فكم رأينا وسمعنا من عبر لا نحصيها ولو جهدنا كل جهد، وفي الاعتبار بأقلها أهدى الهدى وأرشد الرشد، فمنها ما نراه بالعيان، ونسمعه في كل حين بالآذان، من موت وفناء يذهب دائبا بالأحياء، تراه عيانا كل عين، وتسمع به في كل حين، وكم رأينا عيانا من جار ومعارف وقرين مُحَالٍّ مؤالف قد دهاه من حمام الموت وفاته ما دهاه، واغتره ما كان فيه من حياة دنياه، ولحق بدار الموت والبلاء، وصار إلى محلة الموت والفناء، فمات بموته أمره وشأنه، ونسيه إذ مات أوداده وأخدانه، ولها عنه أهله، وهجر بعده محله، فلم ير منهم واقف عليه، ولم يلتفت منهم ملتفت إليه، وكم عاينت من أولئك ورأيت من ذلك؟

  بل كيف رأيت يا أُخَي رحمك الله من مختطف بسقم ممض أو موت متلف،