مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن إبراهيم الرسي،

القاسم بن إبراهيم الرسي (المتوفى: 246 هـ)

تفسير سورة الكوثر

صفحة 76 - الجزء 2

تفسير سورة الكافرون

  

  وسألته أيضاً رحمة الله عليه عن تفسير: {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ ١ لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ ٢ وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ ٣ وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ ٤ وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ ٥ لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ ٦

  فقال: أمرٌ من الله جلَّ ثناؤه لرسوله ÷ أن يقول لمن كفر بربه، ولم يوقن بما أيقن من توحيد الله به: لستُ أيها الكافرون بعابد لما تعبدون مع الله، ولستم عابدين من التوحيد بما أنا به عابد لله، وما أنا على حال بعابد لما تعبدون من الأصنام، ولا أنتم بعابدين لله بالتوحيد والإسلام، وكذلك من الله الأمر فيمن أشرك بالله ما كانت الدنيا وإلى يوم التناد، فليس رسول الله ÷ بعابد لغير الله، ولا هم بالتوحيد لله بعابدين، والصدق بحمد لله ذي المَنِّ والطول فيما أمر رسول الله ÷ أن يقول به من القول، لا مريةَ في ذلك ولا شبهة، ولا يختلف فيه بمَنِّ الله وجهه، ولذلك وَكَّد فيه من القول ما أكَّد، وردد فيه من التنزيل ما ردد.

تفسير سورة الكوثر

  

  وسألته عن تأويل: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ ١} فقال: تأويله: آتيناك، وآتيناك: هي وهبناك الكوثر، والكوثر: فهو العطاء الأكبر. وإنما قيل: كوثر من الكثرة، كما يقال: غفران من المغفرة، فعرَّف الله رسوله ÷ وغيره من عباده بما مَنَّ الله عليه من نعمته ومنِّه وإرشاده، التي أقلُّها برحمة الله كثير، وأصغرها