[متشابه القرآن وما يظن متشابها وهو محكم]
  ولقوله سبحانه في تنزيله بعد ما ذكر فيه من تحريمه وتحليله: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا}[المائدة]، وكفى بهذا على ما قلنا به فيه علماً وتبييناً.
[متشابه القرآن وما يظن متشابهاً وهو محكم]
  وفيما نزل الله يا بَنَيَّ من وحيه بعد الذي بيَّن فيه من أمره ونهيه متشابهٌ باطنٌ خفي، لا يبين منه أبداً شيء، جعله الله متشابهاً كذلك(١) ليس يعلمه أحدٌ غير الله لذلك، وكيف [يعلم أحد منه ما طواه بتشابهه عنه، وكيف](٢) وإن اجتهد(٣) أبداً، وأهدى ما في ذلك من الهدى فهو العلم بأنه لا يعلم، وهو القول فيه وعند النظر إليه(٤) بما ذكر الله سبحانه أنه قال [الراسخون في علم متشابه الكتاب](٥): {وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ٧}[آل عمران]، فليس يعلم منه متشابه الآيات إلا من علمه إياه رب السماوات.
  ومن كتاب رب الأرباب ما يُظن ويُتوهم متشابهاً وهو محكم، إلا أنه قد دخل(٦) فيه بعض الوهم على بعض من سمعه من أهل العلم، فإذا ثُبِّتَ فيه(٧)
(١) في (أ): وكذلك.
(٢) ما بين المعقوفين من (أ).
(٣) في (أ): جهد.
(٤) في (د): للقول فيه عند النظر.
(٥) ما بين المعقوفين من (أ).
(٦) في (أ): يدخل.
(٧) في (أ): أثبت فيه. وفي (د): تثبت فيه.