[قول ماني والرد عليه]
  
  بالله أستعين، قال الإمام القاسم بن إبراهيم #:
  الحمد لله خالق كل معبود، المستوجب للحمد في كل موجود، الذي لا يقصر عنه بالحمد من رشيدِ خلقه حامد، الصمد الذي ليس من ورائه غاية يصمدها صامد.
  دليل من استدل بالحقائق فيما فطر سبحانه من مختلف الخلائق، التي يوجد من اختلافها وما خالف بينه من أصنافها ما يوجد من اختلاف الظُّلم والأنوار، وفرقةِ ما بين الليل والنهار، بل أكثرُ في الفرقة بياناً، وأوضح في التباين فرقاناً، لتفاوت ما فيها من اختلاف الألوان والطعوم، ولضروب ما فيها من كل محسوس ومعلوم، دلالة منه سبحانه بمتفاوتها ومختلف ما بين حالاتها على الأول الأحد، السابق لكل عدد، الذي لا يكون ثانٍ إلا من بعده، ولا يثبت الثاني إلا من بعد عده، البعيد من مساواة الأنداد، المتعالي عن مناواة الأضداد.
  نحمده على ما هدانا إليه، ودل برحمته من توحيده عليه، ونسأله أن يصلي على ملائكته المصطفين، وعلى جميع رسله والنبيين، وأن يخص محمداً في ذلك من صلاته بأفضل ما خص به أهل كراماته، ونستعينه لا شريك له على شكر نعمته فيما وهب لنا من أبوة محمد # وولادته، والحمد لله رب العالمين، ونعوذ به من عماية العمين.
[قول ماني والرد عليه]
  ثم إن فرقة من الكفرة قادها عصيانها، ونعق بقادتها في الكفر والعمى شيطانها، إمامها المقدم وسيدها المعظم (ماني) الكافر بأنعم الله اللعين، الذي لم يبلغ كفرَه قط بالله الشياطين، ابتدع من القول زوراً لم يسبقه إليه سابق من الأولين، ولم يقل به قبله قط أحد من قدماء الخالين، مع افتراق مللهم ومختلف سبلهم، فزعم أن الأشياء كلها شيئان، وقد يوجد خلاف زعمه بالعيان، فلا