مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن إبراهيم الرسي،

القاسم بن إبراهيم الرسي (المتوفى: 246 هـ)

[ذكر الله بالقرآن]

صفحة 56 - الجزء 2

  أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ ١٥١ الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ ١٥٢}⁣[الشعراء]، فأسرفُ الإسراف⁣(⁣١) وأفسدُ الفساد كل ما صدّ⁣(⁣٢) بأهله عن الهدى والرشاد.

  وأرشدُ الرشاد⁣(⁣٣) والهدى، وأقصده إلى كل خير قصداً تنزيلُ الله ووحيه، وأمره فيه ونهيه، وهو يا بَنِيّ الذكر الحكيم، وفيه ما يقول الخبير العليم: {ذَلِكَ نَتْلُوهُ عَليْكَ مِنَ الْآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ ٥٨}⁣[آل عمران].

[ذكر الله بالقرآن]

  وفيما خص الله به ذكره من الكرامة والتعظيم ما يقول سبحانه: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا ٤١ وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا ٤٢}⁣[الأحزاب]، فكفى بهذا الذكر لله سبحانه تعظيماً وتجليلاً، مع ما يكثر من هذا⁣(⁣٤) ومثله في كتاب الله وتنزيله، قال الله سبحانه: {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ ٣٦}⁣[النور]، والتسبيح وإن كان من ذكر الله والإجلال⁣(⁣٥)، فأكثرُ الذكر وأجمله وأكرم القول وأفضله ذكرُ الله تعالى بما نزل من الكتاب، فَبِهِ يا بَنَيّ فاذكروا رب الأرباب؛ فإن ذلك هو الذكر المقدم عند ذوي الألباب، ذكرني الله وإياكم منه بخير، ونفعني⁣(⁣٦) ونفعكم بكتابه المنير، فإنه


(١) في (أ): فأسرف السرف.

(٢) في (أ): كل من صد.

(٣) في (أ): الرشد.

(٤) في (أ): في هذا.

(٥) في (أ): والتسبيح إن كان من الذكر والإجلال.

(٦) «ونفعني» ساقط من (أ).