مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن إبراهيم الرسي،

القاسم بن إبراهيم الرسي (المتوفى: 246 هـ)

[الوصية وذكر بعض صفات الإمام وحكم إمامين في عصر واحد]

صفحة 320 - الجزء 1

  والشريطة فيمن لم يشبه رسول الله ÷ باسمه في غير وقت دولتهم، مَن كان من العترة فيه العلم، والجهاد، والعدل، وأداء الأمانات، فإذا كملت هذه الشريطة في رجل من أهل بيت النبي صلى الله عليه، وهي أكمل الدرجات في كتاب الله في رجل من أهل بيت الطهارة والصفوة، - وجب على أهل بيته وعلى أهل الإسلام اتباعُه وتقدمتُه، ومعاونتُه على البر والتقوى.

  فإن زعم زاعمٌ أنه لا يصلح أن يكون الإمام إلا واحد، فإن النبوة أعظم قدراً عند الله من الإمام، قال الله تعالى: {إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ}⁣[يس: ١٤]، وقال لموسى وهارون: {اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ}⁣[طه]، وكان إبراهيم وإسماعيل ولوط في زمن واحد يدعون إلى الله، فإذا استقام أن يكون الداعي إلى الله من الرسل في زمن واحد اثنين وثلاثة فذلك فيما دون النبوة أَجْوَزُ.

  تم ذلك والحمد لله وحده، وصلى الله على سيدنا محمد المختار، وآله الأطهار، المنتجبين الأبرار، المصطفين الأخيار، الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً.