[أقوال ابن المقفع والرد عليها]
  المنذرون قوماً إلا ما عاينوه وأبصروه - لقلَّت النُذُر، وفني الحذر، وإنه لو حُذِّر جباراً بل إنساناً ذليلاً لارتاع له ارتياعاً، ولاستشعر من الخوف لتحذيره - وهو هو - أفزاعاً، فكيف بملك الملوك، ومن له ملك كل مملوك، ذلك الله العلي الجبار، الذي بإرادته كانت الظُّلَم والأنوار، والسلام على من اتبع الهدى، وآثر رضا الرب الأعلى، فرضي من الأشياء مرتضاه، واصطفى من الأمور مصطفاه، فأدى إليه سبحانه في نفسه حقه، وعلم أنه هو الذي فطره وأحسن خلقه، وأنه له عليه فرضاً واجباً أن يكون لما أحبَّ محباً، ومن كل ما كره من الأمور قَصِيّاً، ولمن والى من خلقه ولياً، ولمن عادى سبحانه من أهل الأرض عدواً، فإنه لا يعادي سبحانه إلا مسيئاً أو سُوّاً، والحمد لله رب العالمين كثيراً، وصلواته على محمد وآله الذين طهرهم تطهيراً.
  [تم الرد على ابن المقفع، والحمد لله كثيراً، وسبحان الله بكرة وأصيلاً](١)
(١) ما بين المعقوفين غير موجود في (أ).