مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن إبراهيم الرسي،

القاسم بن إبراهيم الرسي (المتوفى: 246 هـ)

تفسير سورة الحمد

صفحة 67 - الجزء 2

  والثواب والعقاب، وإنما سمي الدين لما يدان أي: يجازى، قال: معنى يوم الدين فهو: يوم يدان العاملون أعمالهم، ويجزون يومئذٍ بهداهم وضلالهم.

  {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} فهو: نوحد ونفرد.

  {وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} نسأل العون على أمرنا، وتوفيقنا لما يرضيك عنا.

  {اهْدِنَا}، وفقنا وأرشدنا.

  {الصِّرَاطَ}، والصراط: هو السبيل الذي ليس فيه زيغ ولا ميل، قال جرير:

  أمير المؤمنين على صراطٍ ... إذا اعوج المواردُ مستقيم

  و {الْمُسْتَقِيمَ} فهو: الطريق الواضح الذي افترضه الله إلى الطاعة، المعتدل الذي ليس فيه عوج ولا ميل، فهو لا يجور بأهله عن قصده، ومنه قوله تعالى: {وَلَا تَقْعُدُوا بِكُلِّ صِرَاطٍ تُوعِدُونَ}⁣[الأعراف: ٨٦].

  {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ} يقول: طريق الذين أنعمت عليهم من عبادك الصالحين، الذين وفقتهم وهديتهم لرشدهم.

  {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ} تأويل ذلك غير المغضوب عليهم منك.

  {وَلَا الضَّالِّينَ} يقول: ولا صراط الضالين بالهوى والعمى عنك؛ لأنه قد ينعم جل ثناؤه في هذه الدنيا على مَن يَضِلُّ عنه، ومن لا يقبل ما جاء من الهدى والأمر والنهي، ولمن يغضب جل ثناؤه عليه من الكافرين، يقول: اهدنا صراطاً غير صراط الذين غضبت عليهم، والمغضوب عليهم في هذا الموضع فهم: اليهود، {وَلَا الضَّالِّينَ} يقول: ولا صراط الضالين، والضالون فهم في هذا الموضع: النصارى.