مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن إبراهيم الرسي،

القاسم بن إبراهيم الرسي (المتوفى: 246 هـ)

العالم والوافد

صفحة 287 - الجزء 2

  قال: الغفلة وطلب الدنيا وأكل الشبهة.

  قلت: ما دواؤه؟

  قال: الجوع سراً عن الناس، وقراءة القرآن، مع التفكر في الخلوة، والتضرع إلى الله في أوقات الغفلة، والرغبة في مجالس المذاكرين، والتجرد عن أشغال الدنيا، والحزن الدائم في القلب، مع طول الصمت، وذكر الموت في كل ساعة، وكثرة ذكر الله تعالى، والتواضع لله تعالى، والنظر في الأموات، والاعتبار بهم.

  قلت: كيف تكون مراتب التوبة؟

  قال: رجل تاب من الذنوب ولزم الطاعات، ورجل تاب من الذنوب وترك الدنيا وأقبل على الآخرة، ورجل تاب من الذنوب واختار الله على الدنيا والآخرة وعلى جميع الخلق، فالأول تائب ورع، والثاني تائب زاهد، والثالث تائب صديق عارف متقرب.

  قلت: أخبرني عن شر الأشياء؟ قال: الكفر بالله.

  قلت: أله زوجة؟ قال: نعم.

  قلت: من؟ قال: البخل.

  قلت: ما بعده أشر منه؟ قال: النفاق.

  قلت: أخبرني ما أفضل ما أعطي العبد؟ قال: العقل.

  قلت: فما أنفع العقل؟

  قال: ما عرَّفك نعمة الله، وأعانك على شكرها وقام بخلاف الهوى.

  قلت: فما علامة العقل في العبد؟