الدرع الحصينة في تخريج أحاديث السفينة،

الإمام أحمد بن هاشم (المتوفى: 1269 هـ)

[مقدمة المؤلف]

صفحة 103 - الجزء 1

[مقدمة المؤلف]

  

  وبه نستعين، وصلاته وسلامه على أشرف النبيين، محمد سيد المرسلين، وعلى آله الطَّاهرين، وبعد: فإنَّه لما يسَّر الله وله الحمد إتمام كتاب السفينة في الأدعية المأثورة، وكان قد وعدنا فيه بتخريج أحاديثه، فأردنا إنجاز ذلك الوعد بأن ثنينا العنان إليه، والمرجو من ذي الجلال والإكرام العون والتيسير، وقبول ذلك لديه؛ فجمعت هذه الحاشية ميمونة الطلوع والناشئة، وسمَّيتها ب - «الدرع الحصينة في تخريج أحاديث السفينة»، والقصد الإشارة إلى تخريج الحديث، أو شاهده في الجملة، وما لم يوجد له شيء من ذلك؛ فكونه في كتب الأئمة يكفيه، وليس القصد من ضمِّ طريق أهل الحديث إلى طريقهم إلَّا طلب الاجتماع، والتضافر، وإلا فالقصد الأوَّلي رفع الأدعية المأثورة من طريقهم، وجمعها وضمُّها، وأمَّا غيرهم فذلك موجود عند كثير؛ كما قد أشرنا إلى السبب الباعث في الأصل، وأرجو الله الانتفاع به من الجهتين؛ فالقصد الائتلاف لا الاختلاف، والله ولي التَّوفيق والإعانة.

  وقد استمديت من جميع المؤمنين أمرين: الدعاء لي في الحياة وبعد الوفاة، والعفو عني والصفح مما تنازعه نفسه عندي بتفريط وإن كان مطلوبًا على الإطلاق، وقد سألت الله تعالى أن يمدَّ من وصلني بشيء من ذينك الطرفين، وأن يجزيه ضعف ما فعل، وأن يعفوَ عنه آمين.

  وهذه مقدمة في اصطلاح أسماء مخرجي الحديث؛ ميلًا إلى الاختصار، وجريًا على طريق أهل الحديث في ذلك الاصطلاح، وإن وقع بعض اختلاف لغرض؛ فإذا قلت: أخرجه الجماعة فالمراد بهم: البخاري، ومسلم، وأبو داود، والتُّرمذي، والنسائي، وابن ماجة القزويني⁣(⁣١)، وأحمد بن حنبل⁣(⁣٢)، وبعضهم يجعل مكانه


(١) محمد بن يزيد بن ماجة الربعي بالولاء، القزويني (ابو عبد الله)، ولد سنة (٢٠٩ هـ) محدث، حافظ عارف بعلوم الحديث، مفسر، مؤرخ. ارتحل الى بغداد والبصرة والكوفة ومكة والشام ومصر والري، وسمع الكثير، وتوفي سنة (٣٧٣ هـ). من تصانيفه: تفسير القرآن، التاريخ، والسنن في الحديث. ينظر: الذهبي، سير أعلام النبلاء: (١٣/ ٢٧٧ رقم ١٣٣).

(٢) الأشهر إطلاق لفظ أخرجه السبعة إذا اجتمع على إخراج الحديث الستة وأحمد بن حنبل.