[حكم ما نقله ابن الأثير]
  والتصحيح، والله تعالى يقول الحق وهو يهدي السبيل، إلَّا أن يعتضد بما في غيره من كتب الأئمة؛ فلا بأس بالأخذ به(١).
  وقيل - ما تقدَّم من الفائدة المسرودة على معتقد أهل الحديث: أنه يُؤخذ الحديث والعمل به عمن التزم التصحيح كالصحيحين - وكذا المصنفات المختصة بجمع الصحيح فقط كصحيح أبي بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة، وصحيح أبي حاتم محمد بن حبَّان البستي المسمى بالتقاسيم والأنواع، وكتاب المستدرك على الصحيحين لأبي عبد الله محمد الحاكم، وكذا ما يوجد في المستخرجات على الصحيحين من زيادة أو تتمة بمحذوف فهو محكوم بصحته.
[حكم ما نقله أبو السعادات وغيره من المختصرات]
  وأما مثل الجمع بين الصحيح لعبد الحق(٢) وجميع مختصرات الصحيحين فلا شكَّ ولا منع من عزو ما في تلك إليهما ولو باللفظ.
[حكم ما نقله ابن الأثير]
  وكذا ما تسلسل مثل ما نقله أبو السعادات، [المبارك بن محمد بن] عبد الكريم بن الأثير(٣) له حكم ما نقله الحميدي(٤) وما تأخَّر كرزين، وهبة الله البازري في
(١) أقول: إن الصحيحين جهد بشري جيد، ويحترم صاحباهما على ما بذلا من جهد، ولكن لا يحكم بالصحة لكل ما ورد فيهما، لأن الحكم بالصحة أو عدمها تابع للموافقة على معايير القبول أو الرد سواء في المتن أو في السند، وهم يخالفون الشيخين في بعض تلك المعايير؛ فالنتيجة الطبيعية أن يكون في الصحيحين عندهم ما يقبل وما يرد، وبهذا ينظر في الحكم على كل رواية منفردة، فلا يقبلون كل ما فيهما ولا يردون كل ما فيهما.
(٢) عبد الحق بن عبد الرحمن بن عبد الله بن الحسين الأزدي، الأندلسي الأشبيلي، المعروف بابن الخراط. (ابو محمد)، ولد سنة (٥١٠ هـ) فقيه محدث مشهور حافظ، زاهد فاضل أديب شاعر، توفي سنة (٥٨٢ هـ)، له الجمع بين الصحيحين البخاري ومسلم، المعتل من الحديث، والجمع بين الكتب الستة في الحديث وغيرها. ينظر: الذهبي، تاريخ الإسلام: (١٢/ ٧٢٩ رقم ١٩)، والسيوطي، طبقات الحفاظ: (٤٨١ رقم ١٠٦٥) والصفدي، الوافي بالوفيات: (١٨/ ٣٩).
(٣) المبارك بن محمد بن محمد بن عبد الكريم الشيباني، الشافعي، المعروف بابن الاثير الجزري، ولد سنة (٥٤٤ هـ) عالم، أديب، ناثر، مشارك في تفسير القرآن والنحو واللغة والحديث والفقه وغير ذلك. توفي سنة (٦٠٦ هـ)، له النهاية في غريب الحديث، جامع الأصول في أحاديث الرسول. ينظر: ابن خلكان: وفيات الأعيان في أنباء أبناء الزمان، تحقيق: د. إحسان عباس، دار صادر، دار الثقافة، بيروت، لبنان، (د، ط) (د. ت)، وكحالة، معجم المؤلفين: (٨/ ١٧٤).
(٤) لما كان الحميدي يأتي بألفاظ من غير الكتابين البخاري ومسلم - لم يجعل النقل منه كالنقل منهما، وابن الأثير اعتمد على الحميدي إلاّ أنه لم يتابعه إذا خالف ألفاظ الكتابين، ولهذا فحكم النقل من جامع الأصول حكم النقل من الكتابين. ينظر: ابن الأمير، توضيح الأفكار: (١/ ٨٤).