سَاجِدُونَ عَابِدُونَ لِرَبِّنَا حَامِدُونَ، صَدَقَ اللهُ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَهَزَمَ الْأَحْزَابَ وَحْدَهُ» رواه الجماعة إلا ابن ماجة⁣^(⁣١)، وقد تقدم في السفر، وقَفَل: بمعنى رجع، وكذا آيبون: أي راجعون، والشَّرف: المراد به المرتفع. ذكره في السلاح⁣^(⁣٢).

قوله: الباب العشرون: في ذكر شيء من أذكار الجهاد

  قال ÷: «مَنْ سَأَلَ اللهَ الشَّهَادَةَ بِصِدْقٍ، بَلَّغَهُ اللهُ مَنَازِلَ الشُّهَدَاءِ، وَإِنْ مَاتَ عَلَى فِرَاشِهِ». أخرجه الجماعة إلا البخاري من حديث سهل بن حنيف⁣^(⁣٣)، ومثله عن أنس عند مسلم⁣^(⁣٤).

  وعن معاذ قال: سمعت رسول الله ÷ يقول: «من قاتلَ في سبيلِ اللهِ فُواقَ ناقةٍ فقد وجَبَتْ له الجنةُ، ومن سألَ اللهَ القتلَ من نفسِه صادقًا ثم ماتَ أو قُتِلَ فإن له أَجرَ شهيدٍ». رواه الأربعة⁣^(⁣٥).

  وفُوَاقَ النَّاقةِ - بالضم والفتح للفاء، يَعْنِي بِضَم الْفَاء وَفتحهَا: رُجُوع اللَّبن فِي ضرْعهَا، أي ما بين الحلبتين؛ لأنها تحلب فتبرك حتى تدر ثم تحلب. وَقيل: إِذا قبض الحالب على الضَّرع ثمَّ أرْسلهُ. ذكره في السلاح⁣^(⁣٦).

  (قلت: وهو الذي يناسب المبالغة النبوية في خفة الوقت كما يفهم من فحوى الخطاب والله أعلم)⁣^(⁣٧).

(١) أخرجه أحمد في مسنده: (٩/ ٢١٩ رقم ٥٢٩٥)، والبخاري في صحيحه: (٢/ ٦٣٧ رقم ١٧٠٣)، ومسلم في صحيحه: (٢/ ٩٨٠ رقم ٤٢٨ - (١٣٤٤)، والترمذي في سننه: (٣/ ٢٧٦ رقم ٩٥٠)، وأبو داود في سننه: (٤/ ٤٠١ رقم ٢٧٧٠)، والنسائي في سننه الكبرى: (٨/ ٩٢ رقم ٨٧٢٠).

(٢) ذكره ابن همام، سلاح المؤمن في الدعاء: (١/ ٣٦٦ رقم ٦٧٦).

(٣) سهل بْن حنيف بْن واهب الأوسي الأنصاري شهد بدرًا، والمشاهد كلها مع رَسُول اللَّهِ ÷ توفي سنة (٣٨ هـ). ينظر: ابن الأثير، أسد الغابة: (٢/ ٥٧٢ رقم ٢٢٨٩).

(٤) أخرجه أحمد في مسنده: (٣٦/ ٤٢٥ رقم ٢٢١١٠)، ومسلم في صحيحه: (٣/ ١٥١٧ رقم ١٥٧ - (١٩٠٩)، وابن ماجة في سننه: (٢/ ٩٣٥ رقم ٢٧٩٧)، وأبو داود في سننه (٢/ ٦٢٩ رقم ١٥٢٠) والترمذي في سننه: (٣/ ٤٦١ رقم ١٦٥٣) وقال: هَذا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ، والنسائي في المجتبى: (٦/ ٣٦ رقم ٣١٦٢).

(٥) أخرجه ابن ماجة في سننه: (٢/ ٩٣٣ رقم ٢٧٩٢)، وأبو داود في سننه: (٤/ ١٩٥ رقم ٢٥٤١)، والترمذي في سننه: (٤/ ١٨٥ رقم ١٦٥٧)، والنسائي في المجتبى: (٦/ ٢٥ رقم ٣١٤١) واللفظ لأبي داود.

(٦) ذكره ابن همام، سلاح المؤمن في الدعاء: (١/ ٣٧٠ رقم ٦٧٩).

(٧) ما بين القوسين ساقط من (ب، ج، د).