[الحديث المرسل]
  رأي بعض المحدثين، وإن كان سوء الحفظ طارئا عليه سُمِّي بالمختلط.
  فهذه كلُّها أقسامٌ للضعيف، وليس كلُّها مردودةً، بل قد يصير بعضها مرتقيًا(١) إلى رتبة الحسن مع المتابعة له(٢) بغيره، وذلك كسوء الحفظ(٣) والمرسل والمستور ونحو ذلك(٤).
[الحديث المرسل]
  قال محمد بن إبراهيم: المرسل مختلف فيه، فقيل: ما سقط فيه الصحابي بأن يقول التابعي: قال رسول الله ÷ وهذا قول الأكثر، وقيل: مختَّصٌ بإرسال كبار التابعين الذين أكثر حديثهم عن الصحابة كابن المسيِّب(٥)، وقيس بن أبي حازم(٦)، وعبد الله بن عدي بن الخيار(٧) دون صغارهم(٨) كمن لم يلق غير واحدٍ من الصحابة أو اثنين وَ أَكثرُ حديثهم عن التابعين؛ فهؤلاء حديثهم منقطع، وقيل: إنه ما سقط من إسناده راوٍ فأكثر من أي موضع؛ فعلى هذا المرسل والمنقطع والمعضل واحد، وهو مذهب الزيدية(٩).
  قال ابن الصلاح: وهو المعروف في الفقه وأصوله، وبه قطع الخطيب، وقريب منه قول ابن القطَّان(١٠).
(١) في (ب) قد يكون بعضها.
(٢) متى توبع السيء الحفظ بمعتبر كأن يكون فوقه أو مثله لا دونه، وكذا المختلط الذي لم يميز، والمستور والمرسل والمدلس - صار حديثهم حسن لا لذاته بل بالمجموع. ينظر: ابن حجر، نزهة النظر: (٥٢).
(٣) في (ب، ج) بغيره وذلك كسوء الحفظ، ولعل العبارة (مع المتابعة له بمعتبر كسوء الحفظ والمرسل.).
(٤) ينظر: ابن حجر، نزهة النظر: (٥١).
(٥) سعيد بن المسيب بن حزن المخزومي، ولد سنة: (١٣ هـ)، أحد الفقهاء السبعة بالمدينة، قال ابن حبَّان: كان من سادات التابعين فقهًا ودينًا وورعًا، توفي سنة (٩٤ هـ). ينظر: ابن حبَّان، الثقات: (٤/ ٢٧٣ رقم ٢٨٨٢)، والمزي، تهذيب الكمال: (١١/ ٦٦ رقم ٢٣٥٨).
(٦) قيس بن أبي حازم البجلي، محدث تابعي، وثقه يحيى بن معين وغيره؟! ناصبي كان يحمل على الإمام علي، اختلط في آخر أيامه، توفي سنة (٩٨ هـ). ينظر: الذهبي، تاريخ الإسلام: (٢/ ١١٥٩ رقم ١٧٩)، وابن الأثير، أسد الغابة: (٦/ ٤٣٠ رقم ٦٦٦٠)، وابن حجر، الاصابة: (٣/ ١٢٨٥ رقم ٢١٢٦).
(٧) عبيد الله بن عدي بن الخيار النوفلي، تابعي، محدث، وفقيه من أهل المدينة، توفي في أيام الوليد. ينظر: الذهبي، سير أعلام النبلاء: (٣/ ٥١٥).
(٨) في (ب، ج) دون غيرهم.
(٩) ينظر: ابن الأمير، توضيح الأفكار: (١/ ٢٨٣)، وزين الدين العراقي، التقييد والإيضاح: (ص ٧١).
(١٠) ينظر: ابن الأمير، توضيح الأفكار: (١/ ٢٨٣)، وابن الصلاح، علوم الحديث: (ص ٥٢).