الدرع الحصينة في تخريج أحاديث السفينة،

الإمام أحمد بن هاشم (المتوفى: 1269 هـ)

[الحديث المرسل]

صفحة 272 - الجزء 1

  رأي بعض المحدثين، وإن كان سوء الحفظ طارئا عليه سُمِّي بالمختلط.

  فهذه كلُّها أقسامٌ للضعيف، وليس كلُّها مردودةً، بل قد يصير بعضها مرتقيًا⁣(⁣١) إلى رتبة الحسن مع المتابعة له⁣(⁣٢) بغيره، وذلك كسوء الحفظ⁣(⁣٣) والمرسل والمستور ونحو ذلك⁣(⁣٤).

[الحديث المرسل]

  قال محمد بن إبراهيم: المرسل مختلف فيه، فقيل: ما سقط فيه الصحابي بأن يقول التابعي: قال رسول الله ÷ وهذا قول الأكثر، وقيل: مختَّصٌ بإرسال كبار التابعين الذين أكثر حديثهم عن الصحابة كابن المسيِّب⁣(⁣٥)، وقيس بن أبي حازم⁣(⁣٦)، وعبد الله بن عدي بن الخيار⁣(⁣٧) دون صغارهم⁣(⁣٨) كمن لم يلق غير واحدٍ من الصحابة أو اثنين وَ أَكثرُ حديثهم عن التابعين؛ فهؤلاء حديثهم منقطع، وقيل: إنه ما سقط من إسناده راوٍ فأكثر من أي موضع؛ فعلى هذا المرسل والمنقطع والمعضل واحد، وهو مذهب الزيدية⁣(⁣٩).

  قال ابن الصلاح: وهو المعروف في الفقه وأصوله، وبه قطع الخطيب، وقريب منه قول ابن القطَّان⁣(⁣١٠).


(١) في (ب) قد يكون بعضها.

(٢) متى توبع السيء الحفظ بمعتبر كأن يكون فوقه أو مثله لا دونه، وكذا المختلط الذي لم يميز، والمستور والمرسل والمدلس - صار حديثهم حسن لا لذاته بل بالمجموع. ينظر: ابن حجر، نزهة النظر: (٥٢).

(٣) في (ب، ج) بغيره وذلك كسوء الحفظ، ولعل العبارة (مع المتابعة له بمعتبر كسوء الحفظ والمرسل.).

(٤) ينظر: ابن حجر، نزهة النظر: (٥١).

(٥) سعيد بن المسيب بن حزن المخزومي، ولد سنة: (١٣ هـ)، أحد الفقهاء السبعة بالمدينة، قال ابن حبَّان: كان من سادات التابعين فقهًا ودينًا وورعًا، توفي سنة (٩٤ هـ). ينظر: ابن حبَّان، الثقات: (٤/ ٢٧٣ رقم ٢٨٨٢)، والمزي، تهذيب الكمال: (١١/ ٦٦ رقم ٢٣٥٨).

(٦) قيس بن أبي حازم البجلي، محدث تابعي، وثقه يحيى بن معين وغيره؟! ناصبي كان يحمل على الإمام علي، اختلط في آخر أيامه، توفي سنة (٩٨ هـ). ينظر: الذهبي، تاريخ الإسلام: (٢/ ١١٥٩ رقم ١٧٩)، وابن الأثير، أسد الغابة: (٦/ ٤٣٠ رقم ٦٦٦٠)، وابن حجر، الاصابة: (٣/ ١٢٨٥ رقم ٢١٢٦).

(٧) عبيد الله بن عدي بن الخيار النوفلي، تابعي، محدث، وفقيه من أهل المدينة، توفي في أيام الوليد. ينظر: الذهبي، سير أعلام النبلاء: (٣/ ٥١٥).

(٨) في (ب، ج) دون غيرهم.

(٩) ينظر: ابن الأمير، توضيح الأفكار: (١/ ٢٨٣)، وزين الدين العراقي، التقييد والإيضاح: (ص ٧١).

(١٠) ينظر: ابن الأمير، توضيح الأفكار: (١/ ٢٨٣)، وابن الصلاح، علوم الحديث: (ص ٥٢).