البيهقي، وقال: سنده صحيحٌ⁣^(⁣١)، وعلى الجملة فقد ثبت السجود شكرًا في الصحيحين وغيرهما ثبوتًا بيِّنًا، والله أعلم.

  وأما السجود عند نزول ما يسوء: فلسجوده ÷ يوم بدرٍ. أخرجه النسائي والحاكم، وقال: صحيح الإسناد، لم يكن في رجاله من ذكر بجرحٍ، من حديث علي # قال: لَمَّا كَانَ يَومُ بَدْرٍ قَاتَلْتُ شَيْئًا مِنْ قِتَالٍ، ثُمَّ جِئْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ ÷ [أَنْظُرُ مَا صَنَعَ، فَجِئْتُ، فَإِذَا] هُوَ سَاجِدٌ يَقُولُ: «يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ» ثُمَّ رَجَعْتُ إِلَى الْقِتَالِ، ثُمَّ جِئْتُ، فَإِذَا هُوَ سَاجِدٌ لَا يَزِيدُ عَلَى ذَلِكَ، ثُمَّ ذَهَبْتُ إِلَى الْقِتَالِ، ثُمَّ جِئْتُ، فَإِذَا هُوَ سَاجِدٌ يَقُولُ ذَلِكَ فَفَتَحَ اللهُ عَلَيْهِ "⁣^(⁣٢).

فصل: فيما يقول إذا نظر وجهه في المرآة

  منه حديث الباب عن علي #⁣^(⁣٣): وعن عبد الله بن مسعود قال: كان رسول الله ÷ إذا نظر وجهه في المرآة يقول: «اللَّهُمَّ حَسَّنْتَ خَلْقِي فَحَسِّنْ خُلُقِي» أخرجه ابْن حبَّان فِي صَحِيحه⁣^(⁣٤)، وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي كتاب الدَّعْوَات من حَدِيث عَائِشَة⁣^(⁣٥)، وَأخرجه ابن مرْدَوَيْه فِي كتاب الْأَدْعِيَة عنها أيضًا⁣^(⁣٦).

= على معالي الأخلاق والشيم، ولذلك كان رد فعلهم بمقدار ما يحملونه من هذه الشيم العظيمة.

(١) أخرجه البيهقي في سننه الكبرى: (٢/ ٣٦٩ رقم ٣٩٣٧)، والروياني في مسنده: (١/ ٣١٨) و (١/ ٢١٨ رقم ٣٠٤).

(٢) أخرجه النسائي في سننه الكبرى: (٩/ ٢٢٦ رقم ١٠٣٧٢)، والحاكم في مستدركه: (١/ ٣٤٤ رقم ٨٠٩) وقال: «هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ»، و ما بين المعقوفتين من سنن النسائي، ومستدرك الحاكم.

(٣) عن علي # أنه كان يقول إذا نظر في المرآة: «الحمد لله الذي أحسن خلقي وصورتي وعافاني في جسدي». ذكره الويسي في السَّفِيْنَةُ المُنْجِيَةُ: (ص ٩٨)، وعزاه إلى الإمام زيد بن علي # في المجموع الفقهي والحديثي: (ص ٣٩٩).

(٤) أخرجه ابن حبَّان في صحيحه: (٣/ ٢٣٩ رقم ٩٥٩)، والترمذي في سننه: (٣١٧٤) وقال: هذا حديث حسن صحيح".

(٥) أخرجه البيهقي في الدعوات الكبير: (٢/ ٨٢ رقم ٤٨٨).

(٦) أخرجه ابن حجر العسقلاني أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن أحمد (المتوفى: ٨٥٢ هـ) في المطَالبُ العَاليَةُ بِزَوَائِدِ المسَانيد الثّمَانِيَةِ، تحقيق: مجموعة من الباحثين في ١٧ رسالة جامعية، دار العاصمة للنشر والتوزيع - دار الغيث للنشر والتوزيع، ط ١ (١٤١٩ هـ/ ١٩٩٨ م): (١١/ ٤٩٨)، والزبيدي (١١٤٥ - ١٢٠٥ هـ): تخريج أحاديث إحياء علوم الدين، الناشر: دار العاصمة للنشر - الرياض، ط ١ (١٤٠٨ هـ/ ١٩٨٧ م): (٢/ ٨٤٧ رقم ١٠٨٨) وعزوه إلى ابن مردويه.