[الحديث المعلل]
  والثالث: المنكر على رأيٍ من لا يشترط في المنكر مخالفة من هو أحفظ منه. وكذا الرابع والخامس: يطلق عليهما اسم المنكر وهو الشاذ، وهو أن يخالف الراوي من هو أحفظ منه وأضبط؛ فيكون ما انفرد به شاذًّا مردودًا، وإن تفرد الحافظ الضابط ولم يكن مخالفًا لمن هو أحفظ منه كان مقبولًا وإن لم يكن موثوقًا بحفظه وإتقانه لما انفرد به لم يكن ذلك صحيحًا، وهو دائرٌ بين الحسن إذا كان حفظه قريبًا في درجة الحفاظ، وإن كان بعيدًا من ذلك كان من قبل الشاذ المنكر، كذا حقَّقه ابن الصلاح(١).
[الحديث المعلل]
  والقسم السادس(٢): من اطلع على الوهم بالقرائن وجمع الطرق، وخص باسم المعلَّل، ويقال: المعلول، والأوَّل أولى إذا هو من عَلَّله.
  قال الزين(٣): والأجود في تسميته المعل، وأكثر عباراتهم في الفعل أنهم يقولون: أَعَلَّه فلان بكذا، وقياسه مُعَلٌ، وهو المعروف في اللغة.
  قال الجوهريُّ(٤): أي: لا أصابك بعلةٍ(٥)، قال صاحب المحكم(٦): الَّلهم إلا أن يكون على ما ذهب إليه(٧) سيبويه(٨) من قَوْلهم مَجْنُونٌ ومسلولٌ، من أنه جَاءَ على جَنَنته
(١) ينظر: الشهرزوري، علوم الحديث المشهور بمقدمة ابن الصلاح: (ص ٧٨ - ٨٠)، وأبو الحسنات، الديباج: (ص ٣٨).
(٢) القسم السادس من الأقسام التي ذكرها. ينظر: ابن حجر. ابن حجر، نزهة النظر: (ص ٤٣).
(٣) ينظر: التغيير والإيضاح شرح مقدمة ابن الصلاح: (ص ١١٥)، والزين العراقي، شرح التبصرة والتذكرة: (١/ ٧٣).
(٤) إسماعيل بن حماد الجوهري، الفارابي، علامة، لغوي، أديب، أقام بنيسابور تدريسًا وتأليفًا وتعليمًا للخط حتى توفي بها سنة (٣٩٣ هـ) له: تاج اللغة، وصحاح العربية، وغيرهما. ينظر: كحالة، معجم المؤلفي: (٢/ ٢٦٧).
(٥) ينظر: الجوهري، تاج اللغة، (٥/ ١٧٧٤)، وابن منظور، أبو الفضل جمال الدين محمد بن مكرم، لسان العرب، دار صادر، بيروت، لبنان، ط ١ (١٤١٠ هـ/١٩٩٠ م): (١١/ ٤٧١)، وابن الأمير، توضيح الأفكار إلى معاني تنقيح الأنظار: (ص ٢٨).
(٦) علي بن إسماعيل الأندلسي، الضرير، المعروف بابن سيده (ابو الحسن)، ولد سنة (٣٩٨ هـ) عالم بالنحو واللغة والاشعار وأيام العرب وما يتعلق بعلومها، توفي سنة (٤٥٨ هـ)، وله المحكم والمحيط الأعظم في لغة العرب، والوافي في علم القوافي، وغيرهما: ينظر: الحموي، معجم الادباء: (٤/ ١٦٤٨ رقم ٧١٩)، و كحالة، معجم المؤلفين: (٧/ ٣٦).
(٧) في (ب، ج) يكون ما ذهب إليه.
(٨) سِيْبَوَيْه أَبُو بِشْرٍ عَمْرُو بنُ عُثْمَانَ بنِ قَنْبَرٍ الفَارِسِيُّ، أديب، نحوي. طَلَبَ الفِقْهَ وَالحَدِيْثَ مُدَّةً، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى العَرَبِيَّةِ، فَبَرَعَ وَسَادَ أَهْلَ العَصْرِ، وَأَلَّفَ فِيْهَا كِتَابَهُ الكَبِيْرَ لاَ يُدْرَكُ شَأْوُهُ فِيْهِ. توفي سنة (١٨٠ هـ)، وله: كتاب سيبويه في النحو. ينظر: الذهبي، سير أعلام النبلاء: (٨/ ٣٥١ رقم ٩٧)، وكحالة، معجم المؤلفين: (٨/ ١٠).