بحث [في وجوب الصلاة على النبي ÷]
  الضرورة، وقد جزم الحسين بن القاسم #(١) في شرح الغاية بتواتره(٢)، وكذلك جزم والده المنصور بالله #(٣).
بحث [في وجوب الصلاة على النبي ÷]
  أما وجوب ذلك في التشهد فظاهر(٤)، ولكن محل النظر في غير ذلك أخذ من الأحاديث الدالة على الوجوب في غيره؛ فذكر بعض المحققين حديث علي # مرفوعًا قال: «الْبَخِيلُ مَنْ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ» أخرجه الترمذي وصحَّحه، وابن حبَّان، وأخرجه أحمد، والنسائي عن الحسين السبط #. وقال الترمذي: حسن صحيح غريب(٥).
= عليك فكيف نصلي عليك؟ الحديث، أخرجه الشيخان عن كعب بن عجرة، وأبي حميد الساعدي، والنجدي عن أبي سعيد، ومسلم عن أبي مسعود الأنصاري، والنسائي عن طلحة، وزيد بن خارجة، وأحمد عن بريدة، والبزار عن أبي هريرة، والطبراني عن سهل بن سعد، والمستغفري في الدعوات عن رويفع بن ثابت، وجابر، وابن عباس، والنعمان بن أبي عياش. وينظر: ابن بهران، شرح الأثمار تفتيح القلوب والأبصار، تحقيق: الدكتورة بشرى علي يحيى العماد - جامعة صنعاء - (٢٠٠٩ م): (١/ ١٥٠).
(١) الحسين بن القاسم بن محمد: مجاهد، مجتهد، حافظ، أصولي، منطقي، نحوي، من عظماء الآل الكرام، برع في كل الفنون، وفاق الأقران في الدقائق الأصولية، والبيانية، والمنطقية، والتفسير، والحديث، والفقه، واشتغل بنشر العلم والدرس والتأليف، توفي ١٢ ربيع الآخر بمدينة ذمار ١١٣١ هـ، ودفن بها في قبته المشهورة، أخباره كثيرة، ومناقبه غزيرة. وله مؤلفات منها: هداية العقول شرح غاية السؤل في علم الأصول، وآداب العلماء والمتعلمين. ينظر: الوجيه، أعلام المؤلفين الزيدية: (ص ٣٨٨)، والحبشي، مصادر الفكر: (ص ١٦٢).
(٢) الحسين بن القاسم بن محمد هداية العقول إلي غاية السؤل، وزارة المعارف المنصور بالله القاسم بن محمد المتوكلية - صنعاء - ط (١٣٥٩ هـ) (١/ ٧٧).
(٣) أي: الإمام القاسم بن محمد بن علي بن الرشيد الهادوي الحسني.
(٤) هي واجبة كما هو قول العترة، والشافعي، قال الإمام الشافعي في الأم (٢/ ١٩١): فرض الله ø الصلاة على رسوله ÷ قال: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}[الأحزاب: ٥٦] قال: فلم يكن فرض الصلاة عليه في موضع أولى منه في الصلاة، ووجدنا الدلالة عن رسول الله ÷ بما وصفت من أن الصلاة على رسول الله ÷ فرض في الصلاة، وممن قال بوجوبها كلما ذكر الطحاوي الحنفي، والحليمي من الشافعية، وكأن السياغي يذهب إليه ينظر: ابن دقيق العيد، الشيخ تقي الدين أبي الفتح (المتوفى: ٧٠٧ هـ) إحكام الأحكام شرح عمدة الأحكام، دار الكتب العلمية - بيروت، لبنان (د، ط) (د، ت): (١/ ٢٠٥) والسياغي، الروض النضير (٢/ ٢١٤)، ابن بهران، تفتيح القلوب والأبصار: (ص ١٥٣).
(٥) أخرجه الترمذي في سننه (٥/ ٥٥١ رقم ٣٥٤٦) وقال "هذا حديث حسن صحيح غريب"، وابن حبَّان في صحيحه (٣/ ١٩٠ رقم ٩٠٩)، وأحمد في مسنده: (٣/ ٣٥٨ رقم ١٧٣٦)، والنسائي في سننه الكبرى (٩/ ٢٨ رقم ٩٨٠١).