الدرع الحصينة في تخريج أحاديث السفينة،

الإمام أحمد بن هاشم (المتوفى: 1269 هـ)

فصل: فيما يرقى به فيمن أصابته قرحة أو جرح

صفحة 367 - الجزء 1

  نَفْسِهِ أَوْ مَالِهِ أَوْ أَخِيهِ شَيْئًا يُعْجِبُهُ فَلْيَدْعُ بِالْبَرَكَةِ، فَإِنَّ الْعَيْنَ حَقٌّ» أخرجه النسائي، وابن ماجة، والحاكم⁣(⁣١)، وهو طرف من حديثه السابق، والله أعلم.

  قال ابن القيِّم في الكلم الطيِّب⁣(⁣٢): ويذكر عنه ÷ في من خاف أن يصيب شيئًا بعينه قال: «اللهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِيهِ ولا تَضُرُّه» قال أبو سعيد: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ÷ يَتَعَوَّذُ مِنَ الجَانِّ وَعَيْنِ الإِنْسَانِ حَتَّى نَزَلَتِ المُعَوِّذَتَانِ [فَلَمَّا نَزَلَتَا]⁣(⁣٣) أَخَذَ بِهِمَا وَتَرَكَ مَا سِوَاهُمَا». وقال الترمذي: حديثٌ حسنٌ⁣(⁣٤).

  روي عنه ÷: «الْعَيْنُ حَقٌّ، وَلَوْ كَانَ شَيْءٌ سَابِقٌ الْقَدَرَ لَسَبَقَتْهُ الْعَيْنُ» حديثٌ صحيحٌ، وذكر عنه ÷: «مَنْ رَأَى شَيئًا فَأعَجَبهُ فَلَيقُلْ: مَا شَاءَ اللهُ، لَا قوةَ إلَّا باللهِ»⁣(⁣٥) انتهى.

فصل: فيما يُرقَى به فيمن أصابته قرحة أو جرح⁣(⁣٦)

  عن عائشة أن النبي ÷ كان يقول للمريض: «بِسْمِ اللَّهِ، تُرْبَةُ أَرْضِنَا، بِرِيقَةِ بَعْضِنَا، يُشْفَى سَقِيمُنَا، [بِإِذْنِ رَبِّنَا]». رواه الجماعة إلا الترمذي⁣(⁣٧)، ولفظ مسلم: كَانَ إِذَا اشْتَكَى الْإِنْسَانُ الشَّيْءَ مِنْهُ، (أَوْ)⁣(⁣٨) كَانَتْ بِهِ قَرْحَةٌ أَوْ جُرْحٌ، قَالَ: النَّبِيُّ ÷ بِإِصْبَعِهِ هَكَذَا - وَوَضَعَ سُفْيَانُ سَبَّابَتَهُ بِالْأَرْضِ ثُمَّ رَفَعَهَا «بِاسْمِ اللهِ، تُرْبَةُ أَرْضِنَا، بِرِيقَةِ بَعْضِنَا، لِيُشْفَى بِهِ سَقِيمُنَا، بِإِذْنِ رَبِّنَا» قَالَ ابْنُ


(١) أخرجه النسائي في سننه الكبرى: (٩/ ٣٨٠ رقم ١٠٨٠٥)، وابن ماجة في سننه: (٢/ ١١٦٠ رقم ٣٥٠٩)، والحاكم في مستدركه: (٤/ ٢٤٠ رقم ٧٤٩٩) وقال: "هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ بِذِكْرِ الْبَرَكَةِ ".

(٢) ينظر: ابن قيم الجوزية، الوابل الصيب من الكلم الطيب: (١/ ١٣٧).

(٣) ما بين المعقوفتين من المصدر.

(٤) أخرجه الترمذي في سننه: (٤/ ٣٩٥ رقم ٢٠٥٨) وقال: "هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ".

(٥) ينظر: ابن قيم الجوزية، الوابل الصيب من الكلم الطيب: (١/ ١٣٦).

(٦) في (ج) أو جراح.

(٧) أخرجه أحمد في مسنده: (٤١/ ١٦٤ رقم ٢٤٦١٧)، والبخاري في صحيحه: (٥/ ٢١٦٨ رقم ٥٤١٣)، ومسلم في صحيحه: (٤/ ١٧٢٤ رقم ٥٤ - (٢١٩٤)، وابن ماجة في سننه: (٢/ ١١٦٣ رقم ٣٥٢١)، وأبو داود في سننه: (٦/ ٤١ رقم ٣٨٩٥)، والنسائي في سننه الكبرى: (٧/ ٧٨ رقم ٧٥٠٨) وما بين المعقوفتين من المصادر.

(٨) ما بين القوسين ساقط من (أ، ب).